للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقض إليكم حاجة أو نقل ... هل لي فيما بي من مخرج

قال وكيع في الغرر: حدثني عبد الله عمرو بن بشر: حدثني إبراهيم بن المنذر:

حدثني حمزة بن عتبة الليثي، عن عبد الوهاب بن مجاهد: إنه أنشده قول العرجى:

إنّي أتيحت لي يمانيّة ... الأبيات الثلاثة

فقال عطاء: بمنى، والله وأهله خير كثير، إذ أغناها الله وإياه عن شعره.

[فائدة: [العرجى]]

العرجى هو عبد الله بن عمرو ابن الامام عثمان بن عفان رضي الله عنه أبو عثمان (١).

ويقال أبو عمرو، لقب العرجى لأنه كان يسكن عرج الطائف (٢). وقيل: لما كان له بالعرج. وكان من شعراء قريش وممن شهر بالغزل، ونحا نحو ابن أبي ربيعة في ذلك وتشبّه به وأجاد، وكان مشغوفا باللهو والصيد حريصا (عليهما) (٣)، قليل المحاشاة لأحد (٤)، فيهما، فلم يكن له نباهة في أهله. وكان أشقر أزرق جميل الوجه.

وكان من الفرسان المعدودين. وذكر ان حبشيّة كانت بمكة ظريفة، فلما أتاهم موت عمر ابن أبي ربيعة اشتد جزعها وجعلت تبكي وتقول: من لنساء مكة يصف حسنهنّ وجمالهنّ؟ فقيل لها: خفضي عليك، فقد نشأ فتى من ولد عثمان يأخذ مأخذه ويسلك مسلكه، فقالت: أنشدوني من شعره، فأنشدوها، فقالت: الحمد لله الذي لم يضيّع حرمه. ومسحت عينها.

وقيل: كانت العرب تفضل قريشا في كل شيء الا في الشعر، فلما نجم فيهم عمر ابن أبي ربيعة والعرجى وعبيد الله بن قيس والحارث بن خالد المخزومي وأبو دهبل أقرّت لها العرب بالشعر أيضا. أخرجه في الاغاني عن يعقوب بن اسحاق (٥).


(١) الاغاني ١/ ٤٠٧ (الدار).
(٢) عرج الطائف: قرية جامعة في واد من نواحي الطائف، وهي أوّل تهامة وبينها وبين المدينة ثمانية وسبعون ميلا، وهي في بلاد هذيل.
(٣) مزيدة عن الاغاني.
(٤) أي قليل المبالاة والاكتراث بأحد فيهما.
(٥) ٣/ ٩٨ (ساسي).

<<  <  ج: ص:  >  >>