للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى. وأريدوا به كما يقول القائل لمن يخاطبه:

" مثلك لا يتكلم بهذا " " ومثلك لا يفعل القبيح ".

وإنما تريد: أنت وأمثالك لا تفعلون مثل ذلك.

وإذا فصلت بين " لا " وما عملت فيه النصب أو الرفع مما ذكرنا بطل عملها ورفعت ما بعدها بالابتداء. واحتجت إلى التكرير كقوله عز وجل: لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (١).

وقد يجوز في التكرير أن يكون الأول منهما منصوبا مبنيّا مع " لا " والأخير مرفوعا كقولنا " لا رجل ولا غلام " ولا جارية في الدار ولا زيد ".

وقد قرأ يعقوب الحضرمي .. وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:

١١٢] (هم) مرفوع محمول على موضع لا خوف.

وقد بيّن هذا في الباب الذي يتلو هذا الباب.

وأما قوله:

فرطن ولا رد لما بت فانقضى

فإنه يروى على ثلاثة أوجه: " ولكن بغوض " على تكثير الفعل مثل:

ضروب وشروب. وبغيض وهو اسم للذات كقولك: رجل بغيض " وليس بتكثير الفعل. ويروى: ولكن تعوض، أن يقال عديم من العوض.

[هذا باب لا تجوز فيه المعرفة إلا أن تحمل على الموضع]

لإنه لا يجوز ل (لا) أن تعمل في معرفة كما لا يجوز ذلك ل (رب)، فمن ذلك قولك: لا غلام لك ولا العباس.

فإن قلت: أحمله على " لا " فإنه ينبغي لك أن تقول: رب رجل لك والعباس، وكذلك: لا غلام لك وأخوه.

فأما من قال: كل شاة وسخلتها بدرهم، فينبغي له أن يقول:

لا رجل لك وأخاه " لأنه كان قال: " لا رجل لك وأخا له ".

قال أبو سعيد: ما في هذا الباب بيّن مفهوم.


(١) الصافات: ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>