للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنّي من القوم الذين هم هم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه

نجوم سماء كلّما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه (١)

وقال أبو خراش:

ولم أنس أيّاما لنا ولياليا ... بحلية إذ نعطى بها ما نحاول

إذ الناس ناس والزّمان بغرّة ... وإذ نحن لا تروى علينا المداخل (٢)

ويروي (تزوى)، فمن قال: (تروى) بالراء أي: لا تذكر مداخلنا بسوء.

ومن قال: (تزوى) بالزاي أي: لا تمنع من مداخلنا.

وإنما يريد: إذ الناس على العهد الذي عهدتهم به، والحال التي عرفتهم بها.

وإذا قلت: فكنت أنت إياك ف (أنت) على معنيين: أحدهما أن يكون توكيدا للتاء، ويجوز أن يكون فضلا، وإياك خبر كنت بمنزلة الظريف، وكنت إياك أصله: أنت أنت، فلما أدخلت عليها كان ارتفع أنت الأول باسم كان فصارت تاء، وانتصب الثاني بخبر كان فصار إيّاك.

وإذا قال: فوجدتك أنت إياك، فإياك مفعول ثان، وجدتك بمعنى علمتك ومعناه:

أنت أنت على الشرح الذي شرحناه، ثم دخل عليه وجدت، وقد يقول: أنت، ثم يعيدها للتوكيد، ولا يريد به الابتداء والخبر، كما تقول: كنت كنت إذا كررتها توكيدا.

وقول سيبويه في آخر الباب: وإن شئت جعلت أنت صفة دلالة على أنّ المستقيم أن تكون: فجرّبت كنت أنت، وتكون أنت على وجهين.

أحدهما: أن تكون أنت مبتدأ محذوف الخبر بمنزلة زيد إذا قلت: قال الناس:

زيد. وعلى هذا ساقه سيبويه كأنه: أنت الفاضل، أو أنت المعروف. بالفضل، وتكون الجملة في موضع خبر للتاء في كنت.

والوجه الآخر أن تكون أنت صفة للتاء في كنت وتوكيدا.

[هذا باب الإضمار فيما أجري مجرى الفعل]

قال سيبويه: " وذلك: أنّ، وليت، ولعل وأخواتها، ورويد، ورويدك، وعليك، وهلمّ، وما أشبه ذلك. فعلامات الإضمار حالهن هاهنا كحالهنّ في الفعل؛ لا تقوى أن تقول: عليك إياه، ولا رويد إياه؛ لأنك قد تقدر على الهاء؛ تقول: عليكه، ورويده،


(١) البيت منسوب لأبي الطمحان القيني، الخزانة ٨/ ٩٦.
(٢) البيت في ديوانه ق ٢/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>