للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كلّ حيّ قد خبطت بنعمة ... فحقّ لشأس من نذاك ذنوب (١)

قال: نعم " وأذنبة " وأحسن إليه وأراد سيبويه بالذنائب على اللغتين جميعا.

قال سيبويه: " وقالوا رجل ودود ورجال ودداء شبهوه بفعيل لأنه مثله في (الزيادة) في الزنة ولم يتقوا التضعيف لأن هذا اللفظ في كلامهم نحو حششآء ".

قال أبو سعيد: أما قولهم ودود وودداء ففيه مخالفة للقياس من جهتين إحداهما أن فعولا لا يجمع على فعلاء وإنما يجمع عليه فعيل ككريم وكرماء والثانية أن فعيلا إذا كان عين الفعل ولامه من جنس واحد فإنه لا يجمع على فعلاء لا يقولون: (شديد) و (شدداء) ولا (جليل) و (جللاء) وإنما قالوا: (ودداء) لأنه لما خرج عن بابه فشذ في وزن الجمع احتملوا شذوذه أيضا في التضعيف وشبهوه ب (خششاء) في احتمال التضعيف، وقوله:

لأنه مثله في الزنة يريد زنة حرف اللين في سكونه من فعيل وفعول والزيادة فيهما أن الواو زائدة والياء زائدة. (وقالوا عدوّ وعدوّة شبهوه بصديق وصديقة كما قالوا للجمع عدو وصديق).

قال أبو سعيد: يقال: (عدوّ) للواحد والاثنين والجماعة، والمؤنث والمذكر، قال الله عز وجل: إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (٢). وقال: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٣). وكذلك يقال (الصّديق) للواحد والجماعة والمؤنث والمذكر وقد يدخلون الهاء عليهما جميعا لأنهما لما تضادا جريا مجرى واحدا.

قال سيبويه: " وقد أجري شيء من فعيل مستويا في المؤنث والمذكر وذلك قولك (جديد) و (سديس) و (كتيبة خصيف) و (ريح خريق) وقالوا (مدية هذام) و (مدية جزاز).

والباب أن المذكر والمؤنث يختلف في " فعيل " إذا لم يكن فعيل في معنى مفعول تقول رجل كريم وشريف و (امرأة كريمة وشريفة) وفعول يستوي فيهما تقول: (رجل


(١) البيت من الطويل وذكر في اللسان (شأس) وهو من قصيدة مدح بها الحرث الوهاب سيد بني غسان وملك الشام انظر ابن يعيش: ٥/ ٤٨.
والشاهد (ذنوب) حيث أفردها وجمعها الملك على (أذنبة) فدل هذا على أن (فعول) المذكر مما يكسّر على (أفعلة) في أدنى العدد.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٠٢.
(٣) سورة الشعراء، الآية: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>