للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكان والزمان كبناء المفعول فيما جاوز ثلاثة أحرف، وجعل في الثلاثة علامة المفعول واو قبل آخره كواو مضروب.

قال سيبويه: " وإنما منعك أن تجعل قبل آخر حرف من مفعوله " يعني فيما جاوز الثلاثة. " واو كواو مضروب، أن ذلك ليس من كلامهم ولا مما بنوا عليه "

يعني زيادة الواو فيما جاوز الثلاثة، ولأن ذلك يثقل أيضا فيما تكثر حروفه والثلاثة أخف.

يقولون للمكان: هذا مخرجنا ومدخلنا (ومصبحنا ومسانا، وكذلك إذا أردت المصدر.

قال أمية بن أبي الصّلت:

(الحمد لله مسانا ومصبحنا ... بالخير صبّحنا ربي ومسانا) (١)

ويقولون للمكان: هذا متحاملنا ويقولون: ما فيه متحامل، أي ما فيه تحامل، ويقولون: " مقاتلنا "، وتعني المكان، وكذلك تقول إذا أردت المقاتلة، قال أبو كعب بن مالك "، قال أبو سعيد: في نسختي قال مالك بن أبي كعب:

أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب (٢)

وقال زيد الخيل:

أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس (٣)

وقال في المكان: هذا موتانا، وقال:

(أن الموقى مثل ما وقّيت)

يريد التّوقية، وكذلك هذه الأشياء، وأما قوله: دعه إلى معسوره وإلى ميسوره دع معسوره، ودعه إلى ميسوره، فإنما يجيء هذا على المفعول، كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر عليه أو يعسر فيه، وكذلك المرفوع والموضوع، كأنه يقول: له ما يرفعه هو وله ما يضعه، وكذلك المعقول، كأنه قال: عقل له شيء، أي حبس له لبه وشدّ، ويستغنى بهذا عن


(١) الشاهد فيه استعمال " الممسى "، " المصبح " مصدرين بمعني الإمساء، والإصباح فحذف الوقت وأقام المصدر مقامه.
(٢) الشاهد فيه استعمال " مقاتل " مصدرا ميميا بمعنى القتال، انظر شرح المفصل ٦/ ٥٥.
(٣) انظر ديوانه ٧٣ والنوادر ٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>