للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك الخورنق والسدير ودانه ... ما بين حمير أهلها وأوال (١)

فأبدل " أهلها " من " حمير " وجعل " حمير " مكانا، و " حمير " في الأصل للقبيلة، ولكنهم لما سكنوا اليمن جعل " حمير " عبارة عن بلادها، كأنه قال: ما بين أهل اليمن وأوال، و " ودانه " في معنى أطاعه.

قال: (فأما قوله:

مشق الهواجر لحمهن مع السّرى ... حتى ذهبن كلاكلا وصدورا) (٢)

نصب " كلاكل " و " صدور " عند سيبويه على الحال، وجعل كلاكلا وصدورا في معنى ناحلات، كما قال ذو الرمة:

فلم تبلغ ديار الحي حتى ... طرحن سخالهن وإضن آلا (٣)

فجعل " الآل " بمعنى الناحلات، وكان المبرد يقول: نصبها على التمييز، لأن الكلاكل والصدور أسماء ليس فيها معنى الفعل.

قال: ومثل ذلك " ذهب زيد قدما "، و " ذهب أخرا "

فجعل " قدما " في معنى متقدما، و " أخرا " في معنى متأخرا، والقدم والأخر اسمان، ألا ترى قول الشاعر:

وعين لها حدرة بدرة ... شقّت مآقيهما من أخر (٤)

وقال الشاعر:

طويل متلّ العنق أشرف كاهلا ... أشقّ رحيب الجوف معتدل الجرم (٥)

فجعل كاهلا حالا في معنى عاليا، والكاهل اسم أصل العنق ولكنه من أعاليه، فجعله نائبا عن قولك عاليا وصاعدا قال: وكأنه قال " ذهب صعدا " في معنى صاعدا، ومثله قوله ويقال: إنه للعمانّي الراجز:

إذا أكلت سمكا وفرضا ... ذهبت طولا وذهبت عرضا


(١) سيبويه ١/ ٨١، واللسان (أول) ١٣/ ٤١ ونسبه إلى النابغة الجعدي.
(٢) ديوان جرير ٢٩٠ قصيدة يهجو بها الأخطل.
(٣) الخزانة ٤/ ٥٠، ديوان ذي الرمة ٤٣٩.
(٤) البيت لامريء القيس في ديوانه ١٦٦. الخزانة ٣/ ٢٣٨.
(٥) نسبه سيبويه إلى عمرو بن عمار النهدي ١/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>