للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في الهمع، في قوله تعالى: {ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق} [العنكبوت: ٣٣]، وقال الأستاذ أبو علي دخلت (يعني أن) منبهة على السبب، وأنا لإساءة كانت لاجل المجيء، لأنها قد تكون السبب في قولك (جئت أن تعطي) أي للاعطاء.

قال أبو حيان وهذا الذي ذهب إليه لا يعرف كبراء النحويين (١). وقد ذكر الزركشي في البرهان من حروف العلة اللام وكي وأن (٢). والجمهور لا يرون أنها تأتي للتعليل بل يتأولون ذلك. وللنحاة فيما ورد منها للتعليل، ثلاث طرائق مشهورة.

الأولى: رأي البصريين وهو تقدير محذوف، نحو كراهة، أو مخافة، أو حذار، وما إلى ذلك مما يستقيم به المعنى، ففي قوله تعالى: {يبين الله لكم أن تضلوا} [النساء: ١٧٦]، يقدرون كراهة أن تضلوا وكذلك في نحو قوله: {وألقي في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل: ١٥].

الثانية: رأي الكوفيين وهو أنها تكون بمعنى (لئلا) وذلك نحو قوله تعالى: {يبين الله لكم أن تضلوا} [النساء: ١٧٦]، أي لئلا تضلوا، وقوله: {وألقي في الأرض رواسي أن تميد بكم} [النحل: ١٥]، أي لئلا تميد بكم.

أو يكون ذلك على تقدير لام محذوفة قبل (أن) و (لا) بعدها (٣).

الثالثة: تقدير لام التعليل ن وذلك في نحو: {يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} [الممتحنة: ١]، وقوله: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} [البروج: ٨]، وقوله: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} [غافر: ٢٨] (٤).


(١) الهمع ٢/ ١٨
(٢) البرهان ٣/ ٩٢ - ٩٦
(٣) انظر المغني ١/ ٣٦، الهع ٢/ ١٩، البرهان ٣/ ٩٧
(٤) انظر المغني ١/ ٣٦، الكشاف ٣/ ٥١ - ٣/ ٢١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>