للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: ٤٤]. وقال: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم} [المطففين: ٤ - ٥]، أي ألا يظنون الآن؟

وغير ذلك وغيره مما لا يدع مجالا للشك في أنها تأتي للحال.

ويدل على ذلك أيضا قولنا (أنا لا افهم ما تقول) أي الآن، فإذا قلت: (لن افهم) كان كان نفي الفهم في المستقبل، وقولنا (مالك لا تتكلم) قال تعالى: {مالكم لا تنطقون} [الصافات: ٩٢].

وتقول: (أنا لا احب هذا الطعام) و (أنا لا أشتهي الآن أن آكل) مخبرا عن نفسك في الحال، وتقول (أنا لا أظن أنه مسافر) خبرا عن ظنك في الحال وغير ذلك.

وعلى هذا لا يصح قول الجمهور أنها تخلص الفعل للاستقبال، بل هي تأتي للحال والاستقبال. والحق أنها تنفي الفعل المضارع مطلقا بكل أزمانه، الحال والاستقبال، المنقطع وغيره. فالحال نحو (مالي لا أرى الهدهد) [النمل: ٢٠].

والاستقبال نحو: {ولا يكلمهم الله يوم القيامة} [البقرة: ١٧٤].

والمنقطع نحو: {آياتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} [آل عمران ٤٢].

والمستمر نحو {فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون} [البقرة: ٨١]. ونحو: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} [الأعراف: ٤٠].

وقوله: {ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم} [الجمعة: ٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>