للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وإنما علقت ذهابك على ذهابه بأداة الشرط" (١).

ونحن نخالفه في القسم الثاني وهو معنى الطلب، إذ معنى الطلب عام يدخل فيه الاستفهام، والتمنى، والترجي، والعرض، والتحضيض وغير ذلك، وهو لا يجزم في كل هذه المواطن، بل يجزم إذا أدى معنى الأمر فعلا، أو تركا. يتبين من هذا أن أدوات الجزم - عدا أدوات الشرط - تخرج المضارع عن حقيقته إلى فعل آخر، ماضيا أو آمرا.

ومما مر من دراسة الفعل المضارع تبين، لنا أن:

١ - النصب يفيد الدلالة على الاستقبال في الغالب، أو للعدول إلى معنى المصاحبة والسببية تنصيصا.

٢ - الجزم للدلالة على المضي أو الأمر - فيما عدا الشرط.

٣ - الرفع للدلالة على الزمن العام المطلق، حالا، واستقبالا، ومضيا، فالحال نحو (يرزق الله مخلوقاته) ونحو (هو يقرأ الآن).

والاستقبال نحو: {وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون} [المائدة: ١٤]، ونحو: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا} [النبأ: ١٨].

والمضي، كقوله تعالى: {ويصنع الفلك} [هود: ٣٨]، وقوله: {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} [الكهف: ١٨]، وذلك في حكاية الحال.

ونترك الشرط إلى باب الأساليب فهو ألصق به.


(١) نحو الفعل ٤٨ - ٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>