للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " واختص (لمّا) أيضا بامتداد نفيها، من حين الانتفاء إلى حال التكلم، وهذا هو المراد بقوله (بالاستغراق) .. وأما (لم) فيجوز انقطاع نفيها دون الحال نحو: (لم يضرب زيد أمس لكنه ضرب اليوم) (١).

٢ - إن منفي (لما) لا يكون إلا قريبا من الحال، ولا يشترط ذلك في منفي (لم)، فقد يكون منفيها قريبا أو بعيدا، تقول: (لم يكن زيد في العام الماضي مقيما) ولا يجوز (لما يكن) (٢).

وذلك أن (لم) لنفي (فعل) وهذا الفعل يحتمل القرب والبعد، فمن البعيد قوله: {خلق الله السماوات والأرض} [العنكبوت: ٤٤]، وقوله: {ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} [الأعراف: ١١]، ومن القريب قولنا: (حضر الآن محمد)، وقوله: {إني تبت الآن} [النساء: ١٨]، في حين أن (لما) لنفي (قد فعل) و (قد) تفيد القرب كما سبق تقريره.

٣ - إن المنفي بـ (لما) فيه معنى التوقع، وليس كذلك المنفي بـ (لم)، فقولنا (لما يحضر خالد) معناه أنه لم يحضر، وهو متوقع حضوره، وليس في قولنا (لم يحضر خالد) معنى التوقع، قال تعالى: {بل لما يذوقوا عذاب} [ص: ٨]، ومعناه أنهم لم يذوقوه إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع (٣).

وذلك أن (لما) لنفي (قد فعل)، و (قد) فيها معنى التوقع (٤).، و (لم) لنفي (فعل) وليس فيه معنى التوقع، فقولك (قد حضر محمد) معناه أنه كان متوقعًا حضوره فحضر و (لما يحضر) معناه أنه لم يحضر، وهو متوقع حضوره.

قال في (المغنى): " وهذا الفرق بالنسبة إلى المستقبل، فأما بالنسبة إلى الماضي فهما سيان في نفي المتوقع وغيره، مثال المتوقع أن تقول: (مالي قمت ولم تقم).


(١) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٧٨
(٢) المغنى ١/ ٢٧٩
(٣) المغنى ١/ ٢٧٩، التصريح ٢/ ٢٤٧، شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٧٨
(٤) كتاب سيبويه ٢/ ٣٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>