للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في (الإيضاح) للقزويني: " أما (إنْ) و (إذا) فهما للشرط في الاستقبال، لكنهما يفترقان في شيء وهو أن الأصل في (إن) أن لا يكون الشرط فيها مقطوعا بوقوعه، كما تقول لصاحبك (إن تكرمني أكرمك) وأن لا تقطع بأنه يكرمك.

والأصل في (إذا) أن يكون الشرط فيها مقطوعا بوقوعه، كما تقول (إذا زالت الشمس آتيك)

ولذلك كان الحكم النادر موقعا لـ (إن) لأن النادر غير مقطوع به في غالب الأمر (١).

وجاء في (التفسير الكبير) للرازي في قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض} [الزلزلة: ١]. " قالوا كلمة (إن) في المجوز، و (إذا) في المقطوع به، تقول: (إن دخلت الدار فأنت طالق) لأن الدخول يجوز، أما إذا أردت التعليق بما يوجد قطعا لا تقول (إنْ) بل تقول (إذا) نحو: إذا جاء غد فأنت طالق، لأنه يوجد لا محالة، هذا هو الأصل، فإن استعمل على خلافه فمجاز، فلما كان الزلزال مقطوعا به قال (إذا زلزلت) (٢).

وجاء في (الطراز) إن (إنْ) إنما يكن ورودها في الأمور المحتملة المشكوك في وقوعها، كقوله: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أغرض عنهم} [المائدة: ٤٢].

وأما (إذا) فإنما تستعمل في الأمور المحققة، كقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} وقوله: {إذا الشمش كورت} .. فهذه الأمور كلها محققة، فلهذا حسن دخول (إذا) فيها (٣).

وقال الدكتور علي فودة: " أن (إذا) تستعمل في معظم الحالات لمعنى غير المعنى الذي تستعمل له (إن)، أنها تستعمل في الأمور المتيقنة، أو التي يكثر وقوعها على حين تستعمل (إنْ) فيما يحتمل الوقوع وعدمه، أو في الذي يحدث قليلا، وخير ما يؤيد ذلك


(١) الإيضاح ١/ ٨٨ - ٨٩، وانظر مختصر المعاني ٦٠ - ٦١
(٢) التفسير الكبير ٣٢/ ٥٧، وانظر الصبان ٤/ ١٣، الأشباه والنظائر ٢/ ٢٣٠
(٣) الطراز ٣/ ٢٧٧ - ٢٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>