للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: كيف أخبر عن (كل) بـ (جميع) ومعناها واحد.؟

قلت: ليس بواحد، لأن (كلا) يفيد معنى الإحاطة، وإن لا يتفلت منهم أحد، والجميع معناه الإجتماع، وإن الحشر يجمعهم، والجميع (فعيل) بمعنى (مفعول) يقال: حي جميع وجاؤا جميعا" (١).

وقال تعالى: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} [النور: ٦١]، أي مجتمعين أو متفرقين، وقال: {تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى} [الحشر: ١٤]، أي تحسبهم مجتمعين، وهم متفرقون.

وأما (جميع) المضاف إلى الضمير فتكون توكيدًا بمعنى (كل) فإذا قلت (أقبل الرجال جميعهم) كان المعنى أقبلوا كلهم، وليس معناه أقبلوا مجتمعين، فقد يكونون مجتمعين أو متفرقين.

فهناك فرق بين قولنا (أقبل الرجال جميعا) و (أقبل الرجال جميعهم)، فـ (أقبل الرجال جميعا) تحتمل معنيين:

الأول أن يكون معناه أقبلوا كلهم، وذلك نحو قوله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا} [النور: ٣١]، والمعنى توبوا كلكم، وليس معناه توبوا مجتمعين، وقوله: {قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا} [الأعراف: ١٥٨]، أي كلكم، وليس معناه مجتمعين:

الثاني: أن يكون معناه أقبلوا مجتمعين، كقوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا} [النور: ٦١].

وأما (أقبل الرجال جميعهم) فلا يكون إلا بمعنى كلهم. (٢).

والخلاصة أن الفرق بين (جميع) إذا اتصلت بالضمير (جميعهم، جميعنا .. )


(١) الكشاف ٢/ ٥٨٧
(٢) انظر كتاب سيبويه ١/ ١٨٩

<<  <  ج: ص:  >  >>