للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - دخولها على الفعل في نحو قوله:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته (١).

وذهب الأخفش إلى أنها حرف تعريف (٢).

وهذا هو الراجح فيما نرى وذلك لما يأتي:

١ - إن الإعراب يتخطاها (٣) ولو كانت اسما ما تخطاها الإعراب، فتقول (مررت بالضارب) و (جاء الضارب) فالأعراب يكون على (ضارب) لا على (أل).

٢ - قولهم أنه لو كانت حرف تعريف لمنعت أعمال اسم الفاعل والمفعول، لأنها من خصائص الأسماء، كما يمنع التصغير والوصف أعمالهما باطل، وذلك لأن النداء لا يمنع من أعمال اسم الفاعل والمفعول، مع أنه من خصائص الأسماء فتقول يا طالعًا جبلا.

٣ - استدلالهم بعود الضمير على أل في نحو (قد أفلح المقتي ربه) استدلال باطل، وذلك إنه إذا كان الضمير يعود على (إل) في الجملة السابقة فعلى من يعود في نحو قولنا (ما متق ربه مضيع) مما ليس فيه أل؟ فالضمير ههنا يعود على الموصوف المحذوف أو على المتقي نفسه وكذا في الجملة السابقة.

ثم لماذا إذا قلنا (ما المتقي ربه مضيع) كان الضمير عائدًا على أل، وإذا حذفناها وقلنا (ما متق ربه مضيع) عاد على غير أل؟ ونحوه قولنا (ما المطيع خالقه خاسر) و (ما مطيع خالقه خاسر) فالضمير في الجملة الأولى يعود على ما يعود علىه في الجملة الثانية وليس فيها أل. ثم لماذا كان الضمير في قولنا (قد أفلح المتقى ربه) يعود على (أل) ولا يعود عليها في نحو قولنا (قدم القرشي نسبه) وقولنا (مررت بالأفضل أبوه) مما لا يعدونه اسمًا موصولاً؟


(١) انظر المغني ١/ ٤٩، الأشموني ١/ ١٥٦
(٢) انظر المغني ١/ ٤٩، الأشموني ١/ ١٥٦
(٣) انظر الأشموني ١/ ١٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>