للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله:

في بئر لا حور سرى وما شعر

وأعترضوا عليه بأنها تزاد في وسط الكلام لا في أوله.

وأجابوا بأن القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض.

والاعتراض صحيح، لأنها لم تقع مزيدة، ألا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد ألا ترى إلى امريء القيس كيف زادها في مستهل قصيدته (١).

وقيل إنها زيدت على نية الرد على المكذبين.

جاء في (تأويل مشكل القرآن): " وأما زيادة (لا) في قوله: {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} [القيامة: ١ - ٢]. وقوله: {فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق} [الأنشقاق: ١٦]، فإنها زيدت في الكلام على نية الرد على المكذبين، كما تقول في الكلام: (لا والله ما ذاك كما تقول) ولو قلت: (والله ما ذاك كما تقول) لكان جائزا أن (إدخالك) (لا) في الكلام، أولا، أبلغ في الرد (٢).

وقيل: أن (لا) نافية، واختلفوا في هذا النفي، فمنهم من ذهب إلى أنه يفيد نفي أمر سابق قبل القسم، ففي قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: ١]، كأنهم أنكروا البعث فقيل: لا، أي: ليس الأمر على ما ذكرتم ثم قيل: اقسم بيوم القيامة (٣).

وفي قوله: {فلا وربك لا يؤمنون} [النساء: ٦٥]، : والتقدير ليس الأمر كما يزعمون، أنهم آمنوا وهم يخالفون حكمك، ثم استأنفت القسم (٤).


(١) الكشاف ٣/ ٢٩١ - ٢٩٢، وانظر في ١/ ٤٥، قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون. [النساء: ٦٥].
(٢) تأويل مشكل القرآن ١٩١ - ١٩٢، وانظر التفسير الكبير للرازي في ١٠/ ١٦٣، قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون}: [النساء: ٦٥].
(٣) الكشاف: ٣/ ٢٩٢
(٤) التفسير الكبير للرازي ١٠/ ١٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>