للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتقارب هل لـ nam اللاتينية التي لا يستفهم بها إلا إذا توقع السائل النفي، نحو venitre أي أجاء يعني، لا أعرف أجاء، أم لم يجيء، و namvenil أي هل جاء؟ يعني: أظن أنه لم يجيء وإن كان على ضد ذلك فخالفني؟ (١).

والذي يبدو ان الكثير في جواب (هل) أن يكون لما يتوقع أن يجاب بالنفي، وليس ذلك على سبيل الإطلاق، قال تعالى: {قل هل يستوي الأعمى والبصير} [الأنعام: ٥٠]، والجواب متوقع أن يكون بالنفي، وقال: {هل عندكم من علم فتخرجوه لنا} [الأنعام: ١٤٨]، وقال: {نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد} [التوبة: ١٢٧]، وقال: {مثل الفريقين كالأعمي والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا} [هود: ٢٤]، وقال: {فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء} [إبراهيم: ٢١] وقال: {هل تعلم له سميا} [مريم: ٦٥]، وقال: {هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} [الروم: ٤٠]، وقال: {هل من خالق غير الله يرزقكم} [فاطر: ٣]، وقال: {فهل ترى لهم من باقية} [الحاقة: ٨]، وكلها مما يتوقع جوابه بالنفي.

إلا أنه قد يكون السائل بها لا يتوقع الجواب بالنفي، وذلك نحو قوله تعالى: {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا} [الكهف: ٦٦]ـ، وقوله: {هل أدلكم على من يكفله} [طه: ٤٠]، وقوله: {وقيل للناس هل أنتم مجتمعون} [الشعراء: ٣٩].

ويمكن أن يقال في كل ذلك إنه خرج عن الاستفهام الحقيقي إلى العرض.

وعلى أيه حال فإن كثيرا من جواب (هل) لما يتوقع جوابه بالنفي، بخلاف الهمزة فإن الأصل فيها أن يكون لما توقع حصوله.

١٢ - إن (هل) أقوى وآكد من الهمزة، وقد ذكر ذلك برجشتراسر قال: " وهل أشد قوة في الاستفهام" (٢).


(١) التطور النحوي ١٠٩
(٢) التطور النحوي ١٠٩

<<  <  ج: ص:  >  >>