للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكفى بنا فضلا على ما غيرنا ... حب النبي محمد إيانا (١).

ومثل (كفى) ما هو في معناها نحو (حسبك بمحمد رجلا) و (ناهيك بخالد عالما) و (نهاك بسالم معينا) وهي قريبة المعنى من (كفى).

[ب - التعجب بـ (أي) الكمالية]

وذلك نحو (مررت برجل أي رجل) و (بشاعر أي شاعر) و (بخالد أي رجل) فيؤتى بـ (أي) للدلالة على وصف الشيء بالكمال في معنى من المعاني، والتعجب من حاله، وأي الكمالية لا تضاف إلا إلى نكرة، وتقع وصفا لنكرة وحالا من معرفة (٢).

قال سيبويه: " ومن النعت أيضا مررت برجل، أيما رجل، فـ (أيما) نعت للرجل في كماله وبذه غيره كأنه قال: مررت برجل كامل" (٣).

ويبدو أن أصلها الاستفهام.

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " والذي يقوي عندي أن (أي رجل) لا يدل بالوضع على معنى في متبوعه بل هو منقول عن (اي) الاستفهامية، وذلك أن الاستفهامية موضوعة للسؤال عن التعيين، وذلك لا يكون إلا عند جهالة المسؤول عنه، فاستعيرت لوصف الشيء بالكمال، في معنى من المعاني والتعجب في حاله، والجامع بينهما أن الكامل البالغ غاية في الكمال، حيث يتعجب منه، يكون مجهول الحال، بحيث يحتاج إلى السؤال عنه (٤).

ج - التعجب بادخال (ربّ) على الضمير

من أساليب التعجب إدخال (ربّ) على ضمير الغائب، وتفسيره بتمييز،


(١) المغني ١/ ١٠٩
(٢) انظر شرح ابن عقيل ١/ ١٢
(٣) كتاب سيبويه ١/ ٢١٠
(٤) شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>