للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآخر أنها فاعل، وهي اسم موصول، أو معرفة تامة بمعنى الشيء، أي: نعم الشيء يعظكم به.

وعلى آية حال فإن (ما) كلمة مبهمة يؤتى بها لأغراض متعددة فقد يكون الغرض من الاتيان بها الابهام على السامع، نحو أن تقول: (بئسما فعلت) فلا تذكر ما فعل، لأنك لا تريد أن يعلم أحد بما فعل عدا المخاطب.

أو قد يكون الأمر معلومًا، فلا تريد أن تعيد ذكره فتكتفي بالإشارة إليه.

أو قد يكون ذكره يتطلب كلاما كثيرا، فلا تريد أن تطيل الكلام به، بل توجز القول بوضح كلمة (ما) وذلك نحو قوله تعالى: {إن الله نعما يعظكم به} [النساء: ٥٨]، ولم يعد الوعظ ليجعله فاعلا لـ (نعم)، بل جاء بـ (ما) للدلالة على أن كل ما يعظ به ربنا ممدوح.

٣ - المخصوص بالمدح والذم.

يؤتى بالمخصوص بالمدح والذم مرفوعا بعد الفعل، وفاعله، أو بعد التمييز إن وجد فيقال: (نعم الرجل خالد) و (نعم رجلا خالد) وقد يؤتى به مقدمًا على الفعل فتقول: (خالد نعم الرجل)، وقد يحذف للدلالة عليه كقوله تعالى: {حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: ١٧٣]، أي، هو وقوله: {ولقد نادينا نوح فلنعم المجيبون} [الصافات: ٧٥]، أي: نحن.

وقد اختلف في إعراب المخصوص بالدح والذم، على ثلاثة أوجه.

١ - أنه مبتدأ خبره ما قبله.

٢ - أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبا، تقديره (هو) أي الممدوح أو المذموم.

٣ - أنه بدل من الفاعل (١).


(١) شرح ابن يعيش ٧/ ١٣٤، شرح الأشموني ٣/ ٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>