للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والراجح الأول، لأنه لا يختلف إعرابه تقدم أو تأخر، فإذا قلت (نعم الرجل محمد) أو (محمد نعم الرجل) كان إعرابه واحدًا. ولأنه تدخل عليه النواسخ مقدمًا ومؤخرا، فتقول: (نعم الرجل كان محمد) و (كان محمد نعم الرجل) فـ (محمد) اسم (كان) و (نعم الرجل) خبرها تقدم أو تأخر، واسم كان مبتدأ في الأصل فدل ذلك على أن المخصوص مبتدأ، ولو كان المخصوص خبرا لانتصب بـ (كان) بل لم تدخل عليه (كان) لأنها لا تدخل على المبتدأ اللازم الحذف (١).

وتقول: (نعم الرجل ظننتك) و (ظننتك نعم الرجل) قال (٢).

يمينا لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم

وأصل الكلام (لنعم السيدان أنتما) ثم أدخل عليه الفعل الناسخ (وجد) مبنيا للمجهول فارتفع الضمير على انه نائب فاعل، وهذا يدل على أن الضمير كان مبتدأ، وذلك أنك تقول (ظننت محمدًا قادمًا) فـ (محمد) في الأصل مبتدأ، فإذا بنيته للمجهول جعلت المفعول الأول نائب فاعل، وأبقيت الفعول الثاني منصوبا، فتقول (ظن محمد قادمًا) فدل ذلك على أن الضمير في البيت، وهو المخصوص كان في الأصل مبتدأ. وبذلك يرد قول من قال إنه بدل، فلو كان بدلا لم تدخل عليه النواسخ، ثم أنه " لازم وليس البدل بلازم" (٣).

[حبذا]

من أفعال المدح (حبذا) تقول: (حبذا خالد) وهذه الكلمة مركبة من (حب) و (ذا) و (حب) فعل متصرف في الأصل، تقول (حبه يحبه حبا)، وتقول: (حب إلي هذا الشيء حبا وحببه إلي جعلني أحبه) (٤).


(١) انظر التصريح ١/ ١٨٣ - ١٨٤
(٢) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٤٨، الهمع ٢/ ٨٧
(٣) شرح الأشموني ٣/ ٣٧
(٤) القاموس المحيط / حب، ١/ ٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>