للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (شرح ابن يعيش): " وأي والهمزة تستعملان إذا كان صاحبك قريبًا، وإنما كان كذلك من قبل أن البعيد والمتراخي والنائم والمستثقل والساهي يفتقر في دعائهم إلى رفع صوت ومده، وهذه الأحرف الثلاثة التي هي يا وأيا وهيا، أواخرهن ألفات والألف ملازمة للمد، فاستعملت في دعائهم لا مكان امتداد الصوت، ورفعه وليست الياء هنا في (أي) كذلك، لأنها ليست مدة، والهمزة ليست من حروف المد، فاستعملت للقريب (١).

وقد ينادي القريب بما هو للبعيد، كقولك (يا أخي) مع أنه قريب منك قال تعالى: {قالوا يآبانا ما لك لا تأمنا على يوسف} [يوسف: ١٢] وقال: {يا صاحبي السجن} [يوسف: ٣٩].

[حذف حرف النداء]

يجوز حذف حرف النداء، نحو قوله تعالى: {يوسف أعرض عن هذا} [يوسف: ٢٩]، وقوله: {اعملوا آل داود شكرا} [سبأ: ١٣]، ويلزم ذكر حرف النداء مع (الله) ومع اسم الجنس، سواء كان نكرة مقصودة، أم غير مقصودة، واسم الإشارة، فإذا ناديت (الله) قلت: يا الله، وكذا اسم الجنس، واسم الإشارة، نحو (يا رجل) و (يا هذا) وليس لك أن تحذف حرف النداء، وشذ (أصبح ليل) أي ياليل (افتد مختوق) أي يا مخنوق و (أطرق كرا) أي يا كروان، ويلزم الحرف في الاستغاثة والتعجب والندبه (٢). نحو يالخالد، ويا للهول، ووامحمداه.

ويبدو أن للحذف اغراضا، وخصوصا في الكلام الفني ومن ذلك:

١ - الحذف للعجلة، والإسراع بقصد الفراغ من الكلام بسرعة، نحو قولك (خالد احذر) وكقولك (أحمد أحمد انتبه)


(١) شرح ابن يعيش ٨/ ١١١
(٢) انظر شرح الرضي على الكافية ١/ ١٧٢، شرح الأشموني ٣/ ١٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>