للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعند الكوفيين أن الميم مقتطعة من جملة (أمنا بخير) (١).

وقد دلت الدراسات الحديثة على أن أصلها عبرى، هو (ألوهيم)، ومعناها (الآلهة) وهم يريدون به الواحد وإنما جعلوه للتعظيم.

وقد تخرج اللهم عن النداء فيستعمل في وجهين آخرين:

أحدهما: أن يذكرها المجيب تمكينا للجواب في نفس السامع، يقول لك (أزيد قائم) فتقول: (اللهم نعم)، أو (اللهم لا).

الثاني: أن تستعمل دليلا على الندوة، وقلة وقوع المذكور كقولك: (أنا لا أزورك اللهم إلا أن تدعوني) ألا ترى أن وقوع الزيادة مقرونة بتقدم الدعاء قليل؟ (٢).

والظاهر في هذا ونحوه أن أصله نداء ثم انمحى عنه معنى النداء، وذلك أن قولك لمن قال لك (أزيد قائم)؟ (اللهم نعم) هو إشهاد لله على جوابك فكأنك قلت: يا الله أشهد على ما أقول: وهذا الإشهاد تمكين للجواب في نفس السامع، وكذلك ما بعده وهو كونها دليلا على الندرة، نحو قولك (أنا لا أزورك، اللهم إلا ان تزورني) فهذا إشهاد لك على قولك كالأولى، وأما الندرة فهي مفهومة من العبارة، ولو لم تذكر (اللهم)، والمعنى على النداء، ويدلك على ذلك أننا في الدارجة نستعمل (يارب) في نحو هذا فتقول مثلا (أنا لا أذهب إليه يارب إلا إذا جاء واعتذر إلي) وهذا نداء كما ترى غير أنه انمحى منه الاحساس بالنداء في التعبير.


(١) انظر كتاب سيبويه ١/ ٣١٠، شرح الرضي على الكافية ١/ ١٥٧، الهمع ١/ ١٧٨، التصريح ٢/ ١٧٢
(٢) التصريح ٢/ ١٧٢، وانظر شرح الأشموني ٣/ ١٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>