للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذا إذا ناديت رجلا وامرأة، فإن كانا نكرتين غير مقصودتين قلت: (يا رجلا وامرأة) بنصبهما، وإن كانا مقصودين، قلت: (يا رجل والمرأة) بضم الرجل، ورفع المرأة ونصبها وتعريفها بـ (أل) وقيل يجوز (يا رجل وامرأة) (١).

والنكرة غير المقصودة، نحو قولك (يا غافلا والموت يطلبه أفق، وكقول الأعمى: (يا مارا خذ بيدي) ولايقصد به واحدًا بعينه.

فالفرق بين النكرة المقصودة، وغير المقصودة أن المنادى في الأولى معين، وفي الثانية غير معين. ويتبن من هذا.

١ - أن المنادى المضموم معرفة دوما نحو قولك (يا رجلُ) و (يا قائم) (يا خالدُ) جاء في (كتاب سيبويه): " إن كل اسم في النداء مرفوع معرفة، وذلك أنه إذا قال يا رجل ويا فاسق فمعناه كمعنى يا أيها الفاسق ويا أيها الرجل" (٢).

وقد حذف منه التنوين للدلالة على التعريف

جاء في (الكتاب): " ومما يقوى أنه معرفة تركُ التنوين فيه" (٣).

وقالوا إن سبب بنائه على الضم أنه لو بني على الكسر لالتبس بالمنادى المضاف إلى ياء المتكلم، عند حذف يائه اكتفاء بالكسرة، فإذا قلت (يا غلام) دل ذلك على أنه مضاف إلى ياء المتكلم بمعنى يا غلامي، قال تعالى: {قال رب ارجعون} [المؤمنون: ٩٩].

ولا بني على الفتح لالتبس به عند حذف الفه اكتفاء بالفتحة (٤). فقولك (يا غلام) معناه (يا غلامي)، قال تعالى: {يبنؤم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: ٩٤]، اي: (يابن أمي).


(١) انظر حاشية الصبان ٣/ ١٤١
(٢) كتاب سيبويه ١/ ٣١٠
(٣) كتاب سيبويه ١/ ٣١١
(٤) حاشية الصبان ٣/ ١٣٧، وانظر حاشية الخضري ٢/ ٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>