للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول: (الذي يدخل الدار له جائزة) و (الذي يدخل الدار فله جائزة) فالجملة الأولى ذات دلالة إحتمالية، لأنها تحتمل أنك تعني بـ (الذي يدخل الدار) شخصا معروفا وأن الجائزة ليست مترتبة على دخول الدار بل هو مستحقها قبل ذلك، كما تحتمل أن يكون الاسم الموصول هنا مشبها بالشرط، فالجائزة مترتبة على دخول الدار فكل من يدخلها يستحق الجائزة. وأما الجملة الثانية فذات دلالة قطعية لأنها لا تعني إلا المعنى الثاني أي فيها معنى الشرط والجزاء، وهذه الفاء واقعة في جواب " الذي" كما تقع في جواب الشرط أي أن الجائزة مترتبة على دخول الدار (١).

وتقول: " اعبد ربك خوفا وطمعًا" و (اعبد ربك خائفا وطامعا) فالمنصوب في الجملة الأولى يحتمل الحالية، والمفعول لأجله، والمفعولية المطلقة، وفي الجملة الثانية حال ليس غير.

وتقول: (أنا ضارب زيد) بالإضافة، و (أنا ضارب زيدا)، فالتعبير الأول يحتمل المضي والحال، والاستقبال، فهو تعبير احتمالي، في حين أن الجملة الثانية هي نص، في أنها بمعنى الحال، أو الاستقبال، لأن إسم الفاعل المضاف، يحتمل المضي كقوله تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [الأنعام: ١٤] ويحتمل الاستمرار، كقوله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى .. فالق الإصباح} [الأنعام: ٩٥ - ٩٦]، والحال، كقولك (انا ضارب سعيد الآن) والاستقبال، كقوله تعالى: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه} [آل عمران: ٩].

أما الذي ينصب مفعولا به، فلا يدل إلا على الحال أو الاستقبال (٢).

وتقول (لا رجل في الدار) و (لا رجل في الدار)، فالأولى نص في نفي الجنس، أما الثانية فتحتمل نفي الجنس ونفي الوحدة (٣).


(١) انظر شرح الرضي على الكافية: (١/ ١٠٩)
(٢) الأشموني: (٢/ ٢٩٢)، وما بعدها، التصريح: (٢/ ٦٥ - ٦٦).
(٣) الأشموني: (٢/ ٢)، حاشية الصبان: (١/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، الرضي على الكافية: (١/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>