للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما لا تدخل على الخبر إذا كان جملة طلبية، فلا يقال (كان زيد أضربه)، وشرط ما تدخل عليه، صار وما بمعناها، ودام وزال، وأخواتها، زيادة على ما سبق، أن لا يكون خبره فعلا ماضيًا فلا يقال: (صار زيد علم)، وكذا البواقي لأنها تفهم الدوام على الفعل، واتصاله بزمن الأخبار، والماضي يفهم الانقطاع وهذا متفق عليه (١).

[كان]

ذهب أكثر النحاة إلى أن (كان) ليس فيها عنصر الحدث وإنما تجردت للزمن فقط، قال ابن يعيش "وأما كونها ناقصة فإن الفعل الحقيقي يدل على معنى وزمان نحو قولك (ضرب) فإنه يدل على ما مضى من الزمان فقط، و (يكون) تدل على ما أنت فيه، أو على ما يأتي من الزمان، فهي تدل على زمان فقط فلما نقصت دلالتها كانت ناقصة .. إلا أنها لما دخلت على المبتدأ والخبر، وأفادت الزمان في الخبر، صار الخبر كالعوض من الحدث فلذلك لا تتم الفائدة بمرفوعها، حتى تأتي بالمنصوب" (٢).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): "وما قال بعضهم من أنها سميت ناقصة، لأنها تدل على الزمان دون المصدر ليس بشيء لأن (كان) في نحو:

(كان زيد قائمًا)، يدل على الكون الذي هو الحصول المطلق، وخبره يدل على الكون المخصوص وهو كون القيام أي حصوله، فجيء أولا بلفظ دال على حصول ما، ثم عين بالخبر ذلك الحاصل، فكأنك قلت: حصل شيء، ثم قلت: حصل القيام، فالفائدة في إيراد مطلق الحصول أولا. ثم تخصيصه كالفائدة في ضمير الشأن على قبل (٣) تعين الشأن .. مع فائدة أخرى ههنا وهي دلالته على تعيين زمان ذلك الحصول المقيد، ولو قلنا (قام زيد)، لم تحصل هاتان الفائدتان معًا فكان يدل على حصول حدث مطلق تقييده


(١) التصريح ١/ ١٨٤، همع الهوامع ١/ ١١٣، الرضى على الكافية ٢/ ٣٢٩، حاشية الصبان ١/ ٢٢٦، حاشية الخضري ١/ ١١٠
(٢) ابن يعيش ٧/ ٩٨ - ٩٠، وانظر أسرار العربية ١٣٣ - ١٣٤
(٣) ورد في طبعة أخرى بحذف (على) وهو الراجح

<<  <  ج: ص:  >  >>