للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والماضي المنقطع على ضربين:

أ - ضرب يراد به الاتصاف بالحدث في الزمن الماضي على وجه الثبوت نحو (كان محمدًا شاعرا) و (كانوا أشد منكم قوة) أي متصفين بهذه الصفات على وجه الثبوت، وهذا إذا كان خبرها اسمًا.

ب - وضرب يراد به أنه حصل مرة، ولم يكن وصفا ثابتًا، وذلك إذا كان خبرها فعلا ماضيًا، وذلك كقوله تعالى: {ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار} [الأحزاب: ١٥]، أي أحدثوا معه عهدا سابقا قال ابن يعيش:

"لا يحسن وقوع الفعل الماضي في خبر (كان) لأن أحد اللفظين يغني عن الآخر" (١).

وهذا مردود فقد ورد في القرآن ذلك في الشرط وغيره قال تعالى: {فلما رءا قميصه قد من دبر} [يوسف: ٢٨]، وقال {إن كنت قلته فقد علمته} [المائدة: ١١٦]، وقال: {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} [القمر: ١٤]، وقال: {فلولا كانت قرية أمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس} [يونس: ٩٨].

فإذا كان خبرها فعلا ماضيا، دل على أن الأمر حصل مرة فثمة فرق بين قولنا (كان محمد كاتبًا) وقولنا (كان محمد كتب في هذا الأمر) فالأول وصف دائم، والثاني لمن قام بالفعل مرة واحدة، ونحوه قولك (كان زيد فاجرًا) أي متصفا بالفجور. و (كان زيد فجر) أي حصل له ذلك مرة ومنه قوله:

فاغفر له اللهم إن كان فجر

ونحوه قولك: (كان زيد كاذبا) أي متصفا بالكذب و (كان زيد كذب) أي مرة.

٢ - الماضي المتجدد والمعتاد: وذلك إذا كان خبرها فعلا مضارعًا وهو نوعان:


(١) ابن يعيش ٧/ ٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>