للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في كتاب (التطور النحوي): "وقد اشتقت العربية من (لا) أدوات أخرى للنفي لا توجد في سائر اللغات السامية إلا (ليس) فيقابلها في الآرامية (lait)، وهي مركبة من لا واسم معناه الوجود يحتمل أن يكون لفظة القديم (iitai) أو قريبا من ذلك، وهو (ies) في العبرية و (itai) في الآرمية العتيقة ويقاربها في الأكدية فعل وهو (isu) أي يملك الشيء وهو له فمعنى (lait) لا يوجد وهذا هو عين معنى (ليس) الأصلي، غير أن حروفها لا تتطابق تماما فأنا قد كنا بينا أن السين العربية لا يقابلها في اللغات السامية الشمالية إلا السين بينها أو الشين ولا يقابلها التاء أو الثاء وفي العبرية والآكدية الشين، لا التاء فكان يلزم أن تكون (lait) في العربية (laita) وقيام السين في ليس مقام التاء نقض لقوانين الأصوات السامية لابد له من سبب ولا نعرفه" (١).

وهذا الفعل يستعمل في العربية لنفي الحال عند الإطلاق وإذا قيد فبحسب ذلك التقييد تقول: (ليس زيد قائمًا) أي الآن، وقال تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم} [هود: ٨]، أي في المستقبل، وليس صحيحا ما ذهب إليه بعض النحاة من أنها لا تنفي إلا الحال (٢). بل هي كذلك إذا طلقت كما ذكرنا فإذا قيدت فنفيها على حسب القيد (٣).

ومن استعمالاتها في غير الحاضر قولهم (ليس خلق الله مثله) فهي في هذا للماضي واسمها ضمير الشأن وقوله تعالى: {ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه} [البقرة: ٢٦٧]، وهي هنا للاستقبال (٤).


(١) التطور النحوي ١١١
(٢) انظر ابن يعيش ٧/ ١١٢، وانظر التطور النحوي ١١٥
(٣) الأشموني ١/ ٢٢٧، الصبان ١/ ٢٢٧، حاشية التصريح ١/ ١٨٣، ابن عقيل ١/ ١١ - ١١٢، حاشية الخضري ١/ ١١١ - ١١٢
(٤) الرضي على الكافية ٢/ ٣٢٨، شرح الألفية لابن الناظم ٥٣، المغنى ١/ ٢٩٣، الهمع ١/ ١١٥، الصبان ١/ ٢٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>