للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمنهم من ذهب إلى أن التقدير: ولا مسمى بأبي حسن، فقولهم (قضية ولا أبا حسن لها) معناه عندهم: ولا مسمى بأبي حسن. (١)

والقول الثاني على تقدير (مثل) أي ولا أبي حسن، لها " كأنه نفي منكورين كلهم في صفة علي، أي لا فاضل، ولا قاضي مثل أبي الحسن، فالمراد بالنفي هنا العموم والتنكير لا نفي هؤلاء المعرفين .. ليس المعنى على نفي كل من اسمه هيثم، أو أمية، أو علي، وإنما المراد نفي منكورين كلهم في صفة هؤلاء، فالعلم إذا اشتهر بمعنى من المعاني ينزل منزلة الجنس الدال على ذلك المعنى (٢) ".

وهذا التقدير وأن كان سليما من حيث الدلالة على المعنى ضعيف من أكثر من وجه من ذلك:

إن العرب التزمت تجريد الاسم الداخلة عليه (لا) من (أل) فلا تقول (ولا أبا الحسن) ولا (لا البصرة) أو (لا الصعق) بل لابد من تجريده من أل (٣) " ولو كانت إضافة (مثل) منوية لم يحتج إلى ذلك الإلتزام (٤) " لأن (مثلا) لا تخرج عن التنكير.

ومن ناحية أخرى أن العرب أخبروا عن الاسم المذكور بـ (مثل) قال الشاعر:

بكيت على زيد ولا زيد مثله ... بريء من الحمى سليم الجوانح

فلو كانت إضافة (مثل) منوية لكان التقدير: ولا مثل زيد مثله وهو فاسد (٥).

والقول الثالث: أن يستخلص من العلم معنى الوصف الذي اشتهر به ذلك العلم فيكون هو المنفي، فقولك (لا حاتم اليوم) معناه لا كريم، وقوله (لا هيثم الليلة للمطي).


(١) انظر حاشية ابن عقيل ١/ ١٤١
(٢) انظر حاشية الخضري ١/ ١٤١، حاشية الصبان ٢/ ٥
(٣) شرح ابن يعيش ٢/ ١٠٤، وانظر سيبويه ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥
(٤) انظر الرضي على الكافية ١/ ٣٨٢
(٥) حاشية الصبان ٢/ ٤ - ٥

<<  <  ج: ص:  >  >>