للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد} [المائدة: ٧٣].

فقد رد على قولهم (إن الله ثالث ثلاثة) بـ (ما) وقال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين إن هذا لهو القصص الحق، وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم} [آل عمران: ٥٩ - ٦٢].

وقال: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [البقرة: ٨]. وقال: {ويستذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة} [الأحزاب: ١٣]، وقال: {ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله} [آل عمران: ٧٨].

وقال: {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون} [التوبة: ٥٦].

فأنت ترى في ذلك كله إنه رد على أقوالهم بـ (ما). وقال: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} [البقرة: ٢٥٦]، وقال: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: ٢].

وقال: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: ١٩].

وقال: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} [التوبة: ١٢]، وأنت ترى الفرق بين التعبيرين واضحًا فإن (لا) أعلام للمخاطب و (لا) رد على قول، أو ظن أو ما كان منزلا هذه المنزلة كما ذكرنا.

ويختلفان أيضا من ناحية الاستعمال، فإنه يستطاع نفي الجنس بـ (ما) متصلة بمنفيها أو منفصلة عنه، ولا ينفي الجنس بـ (لا) نصا إلا متصلة به قال تعالى: {فما لنا من شافعين} [الشعراء: ١٠٠]، وقال: {ما لكم من إله غيره} [الأعراف: ٥٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>