للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند جمهرة النحاة أن (لا) الثانية زائدة لتوكيد النفي، دخولها كخروجها، ومعنى الجملة عند ذكرها وعدمه سواء فقولك (لا رجلَ ولا امرأةً) أو (لا رجلَ ولا امرأةً) واحد في المعنى غير أن لا الثانية زائدة لتوكيد النفي.

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " والثاني فتح الأول ونصب الثاني على أن تكون (لا) الثانية زائدة لتأكيد نفي الأول كما في قولك: (ما جاءني زيد ولا عمرو) فكأنت قلت: لا حول وقوة كقوله:

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

على ما يجيء" (١).

وجاء في شرح ابن يعيش: " أما قوله:

لا نسب اليوم ولا خلةً ... اتسع الخرق على الراقع

البيت لأنس بن العباس والكلام في نصب الخلة وتنوينها يحتمل أمرين:

أحدهما أن لا تكون (لا) مزيدة لتأكيد النفي، دخولها كخروجها فنصب الثاني ونونته بالعطف على الأول بالواو وحدها، واعتمد بـ (لا) الأولى على النفي، وجعل الثانية مؤكدة للجحد كما يكون كذلك في (ليس) إذا قلت (ليس لك غلام ولا جارية)، فيكون في الحكم كقوله:

ولا أب وابنا مثل مروان وابنه ... إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا" (٢).

والتخريج الثاني هو تخريج الزمخشري الذي ذكرناه.

فعلى هذا يكون قولك (لا رجلَ ولا امرأة) بمعنى (لا رجل وامرأة)، وفي هذا نظر إذ هم نظروها بقولهم (ما جاءني زيد ولا عمرو)، وقد ذكرنا إن هذا يختلف عن قولنا


(١) الرضي على الكافية ١/ ٢٨٤
(٢) ابن يعيش ٢/ ١٠١ التصريح ١/ ٢٤٢، سيبويه ١/ ٣٤٩، ابن الناظم ٧٥

<<  <  ج: ص:  >  >>