للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وجد]

وهو من أفعال اليقين بمعنى (علم) قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} [الأعراف: ١٠٢]، وهذا الفعل منقول من وجد الشيء ولقيه وأصله في الأمور الحسية، ثم نقل معناه إلى الأمور القلبية فعندما تقول: (وجدت الظلم وخيم العاقبة) كان معناه أنك وجدت هذا الأمر وأصبته كما تصاب الأمور المحسوسة ليس في ذلك شك، فنقل من هذا المعنى المادي إلى الأمر المعنوي، ولما كان وجدان الشيء ولقيه أمرا يقينا، كان الأمر العقلي بمنزلته.

جاء في (التصريح): "وإنما ساغ مجيء وجد للعلم، لأن من وجد الشيء على حقيقته فقد علمه" (١).

[رأى]

وهو من أفعال اليقين أيضا بعنى (علم) (٢) نحو: (رأيت الحق منتصرًا) فإن كان الفعل بصريا لا قلبيا تعدي إلى واحد نحو (رأيت سعيدًا).

ورأي الحلمية كالقلبية تتعدي إلى اثنين كقوله تعالى: {إني أراني أعصر خمرا} [يوسف: ٣٦]، وهذا الفعل منقول من الرؤية البصرية فأنت إذا رأيت شيئا فقد تيقنت منه وعلمته، ثم نقل من هذا المعنى إلى الأمور القلبية فإذا قلت مثلا: (رأيت الباطل زهوقا) كان المعني كأنك رأيت هذا الأمر بعينك، فكما أنه ليس في الرؤية العينية شك، كان هذا بمنزلته.

ويقول النحاة أنه يأتي بمعنى (ظن) أيضا، وجعلوا منه قوله تعالى {إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبا} [المعارج: ٦ - ٧]، أي إنهم يظنون البعث بعيدًا أي ممتنعًا (٣).


(١) التصريح ١/ ٢٤٧
(٢) ابن عقيل ١/ ١٤٨، الأشموني ٢/ ١٩، حاشية الخضري ١/ ١٤٨
(٣) الصبان ٢/ ١٩ - ٢٠، ابن الناظم ٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>