للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اتخذ وتخذ]

وهما من أفعال التحويل والتصبير قال تعالى: {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله} [المجادلة: ١٦]، وتقول: (تخذت دارك سكنا لي) وقريء لتخذت عليه أجرا.

وهذان الفعلان بمعنى واحد، وقيل بل هما في الأصل من مادة واحدة، فقد ذهب قسم من اللغويين إلى أن (تخذ) مبني من (أخذ)، جاء في (لسان العرب): " والاتخاذ افتعال ايضا من الأخذ إلا أنه ادغم بعد تليين الهمزة وابدال التاء ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال، توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه، فعل يفعل، قالوا تخذ يتخذ، وقريء لتخذت عليه أجرًا ..

الليث: يقال: اتخذ فلان مالا يتخذه اتخاذا وتخذ يتخذ تخذا، وتخذت مالا أي كسبته الزمت التاء الحرف كأنها أصلية، قال الله عز وجل: {لو شئت لتخذت عليه أجرًا} قال الفراء: قرأ مجاهد لتخذت .. وأصلها افتعلت (١).

وذهب آخرون إلى أنها مادتين مختلفتين (٢).

ويبدو لي أن الرأي الأول أرجح، وله نظائر في اللغة فإن التوهم موجود في اللغة فقد همز العرب (مصائب)، و (منائر) توهما أن (مصيبة) مثل (صحيفة)، و (منارة) مثل رسالة فكما همزوا صحائف، همزوا أيضا منائر وليست ياء (مصيبة) زائدة كياء (صحيفة) (٣).

وقال بعض العرب (مالك الموت) يعني ملك الموت توهما منه أن كلمة (ملك) من (ملك يملك)، وهو في حقيقته من (لأك) (٤).


(١) لسان العرب (أخذ) ٥/ ٤
(٢) لسان العرب (تخذ) ٥/ ٩ - ١٠
(٣) الخصائص ٣/ ٣٧٧
(٤) الخصائص ٣/ ٢٧٣ - ٢٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>