للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنده علم من الكتاب} [النمل: ٤٠]، والثالث نحو: {عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى} [النجم: ١٤ - ١٥]، والرابع نحو: {وعند مليك مقتدر} [القمر: ٥٥]، {رب ابن لي عندك بيتا ي الجنة} [التحريم: ١١]، {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} [ص: ٤٧]، {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [النحل: ٩٦] (١)

وقال سيبويه: "وقالوا: عندك، تحذره شيئا بين يديه، أو تأمره أن يتقدم وهو من أسماء الفعل لا يتهدى، وقالوا أنت عندي ذاهب أي في ظني".

وهي لا تفرق النصب على الظرفية إل إلى الجر بمن قال تعالى {آتيناه رحمة من عندنا} [الكهف: ٦٥].

[عوض]

وهو اسم للزمان والدهر وخصص بالمستقبل، كما أن قط للماضي. وهو من لفظ العوض وسمي الزمان عوضا لأنه كلما مضى جزء منه عوض جزء آخر، فصار الثاني كالعوض من الأول، وهو لاستغراق المستقبل مثل (ابدا) إلا أنه يكاد يكون مختصا بالنفي. تقول: لا أكلمه عوض، ولا تقول: ما كلمته عوض بل تقول: ما كلمته قط.

وهو مبني على الضم فإن أضفته أعربته تقول: لا أفعله عوض العائضين أي دهر الداهرين. ومعنى الداهر والعائض الذي يبقى على وجه الدهر، فكان لمعنى: ما بقي في الدهر داهر.

ويقال: افعل من ذي عوض، كما يقال من ذي أنف، فيما يستقبل، وأكثر ما يستعمل عوض مع القسم كقوله:

رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق


(١) الهمع ١/ ٢٠٢، المغنى: ١/ ١٥٥ - ١٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>