للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - أن يكون قلبيا فلا يصح أن تقول: (جئت قتلا للكافر) لأن القتل ليس قلبيا (١).

فإن فقد شرط أو كثر من هذه الشروط جر بحرف التعليل، فمثال ما لم يكن مصدرا قوله تعالى: {وإذ استسقي موسى لقومه} [البقرة: ٦٠]، وقوله: {والأنعام خلقها لكم} [النحل: ٥]، و {كذلك سخرها لكم} [الحج: ٣٦]، ومثال المختلف مع عاملة في الوقت (جئت اليوم للاكرام غدا) والمختلف في الفاعل نحو (جاء خالد لاكرام سعيد له).

والفاقد للقلبية نحو قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} [الأنعام: ١٥١]، لأن الملاقي حسي ونحو (جئتك لحراثة الأرض) (٢).

والذي يبدو لي أنه لا يشترط في المفعول له إلا كونه مصدرا، فضلة، مفيدا للتعليل، أما الشروط الأخرى ففيها نظر، جاء في (الهمع): " وشرط بعض المتأخرين فيه، أن يكون من أفعال النفس الباطنة .. وشرط الأعلم والمتأخرون مشاركته في الوقت والفاعل، نحو ضربت انبي تأديبا .. ولم يشترط ذلك سيبويه ولا أحد من المتقدمين، فيجوز عندهم: أكرمتك أمس طمعا غدا في معروفك، وجئت حذر زيد، ومنه: {يريكم البرق خوفا وطمعا}، ففاعل الإرادة هو الله، والخوف والطمع من الخلق (٣).

ولا أرى سببا مقبولا في منع نحو (قصدت مكة أداء لفريضة الحج) فزمن القصد غير زمن أداء الفريضة، قال تعالى: {وأنزل التوراة والإنجيل. من قبل هدى للناس} [آل عمران: ٣ - ٤]، ومن المعلوم أن هداية الناس ليست مقارنة لوقت الانزال، وإنما هي بعده. فالتوراة أنزلت على سيدنا موسى (ع) ثم أصبحت بعد هداية للناس وكذلك الإنجيل فزمن الانزال غير زمن الهداية.


(١) انظر الرضي ١/ ٢٠٩، الهمع ١/ ١٩٤، الأشموني ٢/ ١٢٢، حاشية الخضري ١/ ١٩٤
(٢) انظر ابن يعيش ٢/ ٥٣، ابن عقيل ١/ ١٩٤، التصريح ١/ ٣٣٥ - ٣٣٦
(٣) الهمع ١/ ١٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>