للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قال هي راودتني عن نفسي} [يوسف: ٢٦]، وقوله: {وشهد شاهد من أهلها} [يوسف: ٢٦]، فالضمير يعود على امرأة العزيز ولم يتقدم لها ذكر صريح فهو مدلول عليه حسا. وكقوله تعالى: {قالت إحداهما يأبت استأجره} [القصص: ٢٦]، فالضمير يعود على موسى وذلك لأن الكلام يدور عليه وهو مدلول عليه بالحسن.

٤ - قد يدل على المفسر العلم به (١) وأن لم يتقدم له ذكر نحو قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فالضمير يعود على القرآن، وكقوله: {حتى توارت بالحجاب} [ص: ٣٢]، يعني الشمس فهي مفهومة من السياق. وكقوله تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} [فاطر: ٤٥]، أي على ظهر الأرض وذلك لأن الكلام على الناس والناس على الأرض.

٥ - قد يتقدم معنى المفسر ولا يتقدم لفظه صراحة وذلك كقوله تعالى: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: ٨]، فالضمير (هو) يعود على العدل، ولم يتقدم له ذكر بل تقدم الفعل (اعدلوا) الذي يدل عليه. كقوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء هو خير لكم} [البقرة: ٢٧١]، والمعنى: فاخفاؤها خير لكم. فالضمير (هو) يعود على الاخفاء ولم يتقدم ذكره بل تقدم فعله. وكقوله.

إذا زجر السفيه جرى إليه.

أي جرى إلى السفه (٢).

٦ - قد يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وذلك كضمير الشأن نحو: {قل هو الله أحد} [الإخلاص: ١]، وكما إذا كان الضمير مجرورا برب، مفسرا بتمييز نحو (ربه رجلا أكرمت) وغير ذلك من المواضع (٣) والقصد من هذا، هو التعظيم والتفخيم (٤) في الغالب.


(١) انظر الهمع ١/ ٦٥، الرضي على الكافية ٢/ ٥
(٢) الرضي على الكافية ٢/ ٥
(٣) انظر مغني اللبيب ٢/ ٤٨٩
(٤) انظر الرضى على الكافية ٢/ ٥ - ٦

<<  <  ج: ص:  >  >>