للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن الهول بمعنى الافزاع، لا الفزع، والثور ليس بمفزع بل هو فزع (١).

ولا يشترط كذلك أن يكون قلبيا فيما ارى، وإن كان الكثير أن يكون قلبيا فإنه لا مانع من أن تقول: (فعلت هذا اطفاء لنار الفتنة) وهو غير قلبي، كما لا يمنع أن تقول: (فعلت هذا اطفاء لنار الفتنة)، وهو غير قلبي، كما لا يمنع أن تقول (فعلت هذا عملا بنصيحتك) وفرض الله الجهاد محقا للظلم، وازهاقا للباطل ونشرا للخير، واستئصالا للفساد، واخطب كل يوم في داري تمرينا للساني، وتعويدا له على الأداء السليم. وهذه كلها ليست قلبية: قال تعالى: {وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله} [الأنعام: ١٤٠]، والافتراء ليس قلبيا.

وقال: {فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا} [يونس: ٩٠]، وقال: {أولم نمكن لهم حرما أمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا} [القصص: ٥٧].

وقال: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف: ٥٨]، وقال: {ما زادهم إلا نفورا، استكبارا في الأرض ومكر السييء} [فاطر: ٤٢].

فهذه كلها من المفعول لأجله وهي ليست قليلة، ونحو ذلك قول الكميت:

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب

جاء في شرح الرضي على الكافية: أن ذلك أي كونه قلبيا ينتقض بجواز نحو جئتك اصطلاحا لأمرك وضربته تأديبا اتفاقا.

فإن قال هو بتقدير حذف مضاف أي إرادة إصلاح وإرادة تأديب، قلنا فجوز أيضا جئتك اكرامك لي وجئتك اليوم اكراما لك غدا، بتقدير المضاف المذكو بل جوز جئتك سمنا ولبنا فظهر أن المفعول له هو الظاهر لا المقدر المضاف" (٢).


(١) الرضي ١/ ٢٠٩
(٢) الرضي ١/ ٢٠٩

<<  <  ج: ص:  >  >>