للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التعليل]

التعليل في المفعول له على ضربين:

الضرب الأول ما يكون علة يراد تحصيلها، أي أن العلة ليست موجودة في أثناء الفعل وإنما هي غاية مرادة، وذلك نحوك (ضربت ابني تأديبا)، أي لأجل التأديب، فالتأديب علة حاملة على الضرب، وهي ليست موجودة في أثناء الضرب، بل يراد تحصيلها به، وهذا كما تقول في تعبير آخر: (جئت لأستفيد) أي الذي حملك على المجيء بل مطلوب تحقيقها.

والضرب الثاني أن تكون علة موجودة وهي كانت السبب في دفع الفاعل إلى الفعل، وهي حاصلة ولا يراد تحصيلها، وذلك نحو قولك (قعد جبنا) فالجبن كان سببا في القعود والجب حاصل ولا يراد تحصيلة، ومثله (عقن اصبعه ندما) أي عض اصبعه من الندم، فالندم كان سببا في حصول العض، وهو حاصل ولا يراد تحصيله ومثله: قتل نفسا نفسا (١).

جاء في (ملا جامي): " المفعول له هو ما فعل لأجله، أي لقصد تحصيله، أو بسبب وجوده .. فعل " (٢).

وقد علق عليه المحشي بقوله: " أراد أن المفعول له قسمان، قسم يفعل لأجل تحصيله، ويكون غرضا ومقصودا من الفعل، يحصل منه فيترتب عليه، بكون علة بحسب التعقل، ومعلولا بحسب الخارج.

وقسم يفعل لفعل لأجل وجوده، وبكونه محصولا وموجودا، قبل الفعل وهو العلة يكون على في الخارج كقولك: قعدت عن الحرب جبنا، فإن الجبن علة مؤثرة للقعود موجودة قبله (٣).


(١) انظر الرضي ١/ ٢٠٧، الصبان ٢/ ١٢٢، حاشية يس على التصريح ١/ ٣٣٥
(٢) ملا جامي ١٣٣
(٣) حاشية على ملا جامي رقم ٧/ ١٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>