للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتحقيق إنها بمعنى الانتهاء، أي من يضيف نصرته إياي إلى نصرة الله (١). تقول: (من ينصرني إلى خالد) أي من يضيف نصرته إلى نصرة خالد، وهي قريبة المعنى من (من) غير أنها تختلف عنها، فأنت تقول (من ينصرني مع خالد) وقد تريد بذلك من يضيف نصرته إلى نصرة خالد، أي أن يتصاحبا في نصرته، أو تريد أن خالدا مطلوب أن ينصر معك، والمعنى من ينصرني وخالدا، أي من ينصرني وينصر خالدا؟

ويحتمل قولك (من ينصرني إلى خالد) معنى آخر هو (من ينصرني حتى أصل إلى خالد) كما تقول: (من ينجيني إلى خالد)؟ و (من يمنعني إلى خالد)؟ إي ينتهي المنع إلى خالد.

وعلى هذا يكون معنى الآية: من أنصاري حتى ننتهي إلى الله؟ وتحتمل معنى آخر هو (من أنصاري في دعوتي إلى الله)

وذكر انها تكون بمعنى (في) وجعلوا منه قوله:

فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب.

أي في الناس.

قيل والأولى أن تكون على بابها على تضمين معنى مبغض إلى الناس. قيل: ولو صح مجيء (إلى) بمعنى (في) لجاز (زيد إلى الكوفة (٢).) بمعنى في الكوفة.

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): " والوجه أنها بمعناها وذلك لأن معنى (مطلي به القار أجرب) مكره مبغض، والتكريه يعدي بـ (إلى). قال تعالى: {وكره إليكم الكفر} [الحجرات: ٧]، حملا على التحبيب المضمن معنى الإمالة، قال تعالى: {حبب إليكم الإيمان} [الحجرات: ٧] (٣).


(١) شرح الدماميني على المغني ١/ ١٦٢، وانظر الخصائص ٢/ ٣٠٩
(٢) الغني ١/ ٧٥
(٣) شرح الرضي ٢/ ٣٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>