للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو الصواب فيما نرى، فإنك إذا قلت (أدخلت محمدا على الأمير) جاز أنك دخلت معه وجاز أنك لم تدخل معه، وأما قولك: (دخلت به) ففيها معنى المصاحبة، ومنه قول الأستاذ (أدخلت الطالب الصف) أو (أخرجته منه) فهو يحتمل الدخول معه، وعدم الدخول، وأما قولك (دخلت به) و (خرجت به)، فليس فيه إلا معنى المصاحبة.

ومنها الظرفية (١). كقوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد} [البلد: ١ - ٢]، وقوله: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [الأنفال: ٤٢]، وقوله: {ومن هو مستخف بالليل وسارب النهار} [الرعد: ١٠]، وقوله: {إنك بالواد المقدس طوى} [طه: ١٢]، وقوله: {نجيناهم بسحر} [القمر: ٣٤].

وفيها معنى الالصاق كما سنوضح ذلك في الفرق بين ظرفيه الباء وظرفيه (في).

ومنها المقابلة، والعوض، كقوله تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} [البقرة: ٦١]، ونحو (اشتريته به) و (بدلته به)، وقوله تعالى: {اشتروا الحياة الدينا بالآخرة} [البقرة: ٨٦]، واشتريته بألف (٢).

وتكون الباء مع الذاهب، وفيها معنى الالصاق كأن الذي هو خير كان معهم فأخذوا مكانه الذي هو أدنى، ونحوه قولك (اشتريته بمائة) فالثمن كان معك فدفعته وأخذت بدله ما اشتريته، وقوله تعالى: {اشتروا الحياة الدينا بالآخرة} [البقرة: ٨٦]، فكان الآخرة كانت معهم قريبة منهم، وفي متناول أيديهم، ولكن أعطوها واشتروا بها الدنيا، وفيها كلها معنى الالصاق واضح.

ومنها البدل كقوله:

فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا ... شنوا الإغارة فرسانًا وركبانا


(١) المغني ١/ ١٠٤، شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٦٣
(٢) المغني ١/ ١٠٤، شرح الرضي ٢/ ٣٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>