للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامي عصمة للأرامل (١).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): ووضع (رب) للتقليل، تقول في جواب من قال (ما لقيت رجلا): (رب رجل لقيت) أي لا تنكر لقائي للرجال بالمرة فإني لقيت منهم شيئا وإن كان قليلا ..

هذا الذي ذكرنا من التقليل أصلها، ثم تستعمل في معنى التكثير، حتى صارت في معنى التكثير كالحقيقة، وفي التقليل كالمجاز المحتاج إلى القرينة، وذلك نحو قوله:

رب هيضل جب لففت بهيضل

وقوله:

ماوي ياربتما غارة ... شعواء كاللذعة بالميسم (٢).

ويبدو لي أنها لفظة وضعت اول ما وضعت للدلالة على الجماعة، قليلة كانت أو كثيرة، ثم كثر استعمالها في التقليل، بل في أقل القليل أيضا، وهو الواحد وقد تستعمل للتكثير ايضا، والذي يدل على ذلك لفظها، فهي كما يبدو لي مأخوذة من الربة والربة الفرقة من الناس، قيل هي عشرة آلاف ونحوها، والجمع ربب .. الربة وهي الجماعة (٣).

ويتضح معناها من القرائن، فمن استعمالها في التكثير قوله صلى الله عليه وسلم: (يارب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) وذلك لأن أهل الضلال أكثر من أهل الحق قال تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: ١٠٣]، وقال: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: ١١٦]، ومن استعمالها في الواحد قول الشاعر

ألا رب مولود وليس له أب ... وذي ولد لم يلده أبوان


(١) المغني ١/ ١٣٤ - ١٣٥
(٢) شرح الرضي ٢/ ٣٦٥
(٣) لسان العرب ١/ ٣٩١ - ٣٩٢

<<  <  ج: ص:  >  >>