للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ذلك قولهم للأسد أسامة، فإنهم يعنون به ما يعني بالأسد العام، إذا قيل (الأسد مخوف) أو بالأسد الخاص إذا قيل (قتل الأسد) لأسد معلوم.

فأسامة صالح للمعنيين، إلا أن الأسد لا يدل على أحدهما إلا مقرونا بأل أو ما يقوم مقامها وأسامة يدل عليهما بنفسه. (١)

إن علم الجنس كالمعرف بأل قد يكون للجنس كقولهم (الحصان أسرع من الحمار) وقد يكون للعهد كقولك (بعت الحصان) لحصان معهود معلوم، وكذلك علم الجنس غير إن الأصل في علم الجنس أن يكون للجنس عموما، وربما استعمل لواحد من أفراد الجنس، ولذلك قالوا أن اسم الجنس كأسد وحمار وثعلب إنما هو موضوع لأحد أفراد الجنس، وأما علم الجنس .. فهو موضوع لحقيقة الجنس، جاء في (شرح الأشموني) قال بعضهم والفرق بين أسد وأسامة أن أسدا موضوع للواحد من آحاد الجنس لا بعينه في أصل وضعه. وأسامة موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن. فإذا أطلقت أسدًا على واحد، أطلقته على أصل وضعه، وإذا أطلقت أسامة على واحد فإنما أردت الحقيقة. (٢)

وقد أوضح الفرق بينهما سيبويه فقال: " ومن ذلك ابن قترة، وهو ضرب من الحيات فكأنهم إذا قالوا (هذا ابن قترة) فقد قالوا هذا الحية الذي من أمره كذا وكذا، وإذا قالوا (بنات أوبر) فكأنهم قالوا هذا الضرب الذي من أمره كذا وكذا ومن الكمأة". (٣)

يريد بذلك أن يبين أن علم الجنس إنما يطلق على ما عرف واشتهر بأمر معين أو صفات معينة ويوضح ذلك قوله" فكأنهم قالوا هذا الضرب الذي من أمره كذا وكذا" أي هذا هو الحيوان المشهور بكذا وكذا. وكذا قولهم (هذا أسامة) فكأنهم قالوا هذا هو الحيوان المشهور المعروف بالجرأة، فهو - أي علم الجنس - يحيلك إلى ما تعرفه عن هذا الحيوان.


(١) شرح عمدة الحافظ ١٤٠، وانظر الرضي على الكافية ٢/ ١٤٩
(٢) الأشموني ١/ ١٣٦ - ١٣٧، وانظر للتفريق بينهما الحمع ١/ ٧٠
(٣) سيبويه ٢٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>