للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (كتاب سيبويه): وأما (في) فهي للوعاء، تقول: (هو في الجراب) و (في الكيس) و (هو في بطن أمه)، وكذلك هو في الغُل، لأنه جعله إذ أدخله فيه كالوعاء له وكذلك هو في الغل، لأنه جعله إذ ادخله فيه كالوعاء له، وكذلك هو القبة، وفي الدار. وإن اتسعت في الكلام فهي على هذا وإنما تكون كالمثل يجاء به يقارب الشيء، وليس مثله (١).

وجاء في (المقتضب): وأما (في) فهي للدعاء نحو زيد في الدار .. وقد يتسع القول في هذه الحروف، وإن اكن ما بدأنا به الأصل نحو قولك: زيد ينظر في العلم فصيرت العل بمنزلة المتضمن، وإنما هو كقولك: قد دخل عبد الله في العلم وخرج مما يملك.

ومثل ذلك (في يد زيد الضيعة النفيسة)، وإنما قيل ذلك لأن ما كان محيطًا به ملكه بمنزلة ما أحيطت به يده (٢).

فمعنى (في) الظرفية وإن اتسعت في الكلام فهي على ذلك كما ذكر سيبويه. وقد ذكروا لها معاني هي في الحقيقة توسع في معنى الظرفية، منها أن تكون: بمعنى الباء كقوله:

ويركب يوم الروع منا فوارس ... بصيرون في طعن الأباهر واللي (٣).

قيل: والأولى أن يكون بمعناها أي لهم بصارة وحذق في هذا الشأن (٤)، ونحو قوله:

نحابي بها أكفاءنا ونهينها ... ونشرب في أثمانها ونقامر

قيل: والأولى أن تكون بمعناها أيضًا، وذلك أن الشاعر جعل أثمانها ظرفًا للشرب والقمار مجازًا (٥).


(١) كتاب سيبويه ٢/ ٣٠٨، وانظر الأصول ١/ ٥٠٣
(٢) المقتضب ٤/ ١٣٩
(٣) المغنى ١/ ١٦٨
(٤) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٦٢
(٥) نفس المصدر ٢/ ٣٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>