للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن تكون بمعنى من، نحو (سمعت له صراخًا) (١). والظاهر أنها للاختصاص.

والتبليغ وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه، نحو قلت له وأذنت له وفسرت له (٢). وهي للاختصاص أيضا.

والتعليل: كقوله تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله} [الإنسان: ٩]، وجئت للاستفادة، وهي تفيد الاختصاص أيضا إذ الأطعام مختص بذلك، والمجيء مختص بذلك (٣).

وموافقه إلى نحو قوله تعالى: {بأن ربك أوحي لها} [الزلزلة: ٥]، والظاهر أنها للاختصاص أيضا، ونحو قوله تعالى: {إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} [إبراهيم: ٤٢]، وهو للتعليل كما تقول (أنا أعدك لذلك اليوم)، وأدخرك له، أي لأجله.

وذكروا منه قوله تعالى: {كل يجري لأجل مسمى} [الرعد: ٢]، بدليل قوله تعالى: {كل يجري إلى أجل مسمى} [لقمان: ٢٩].

والظاهر أن ما ورد باللام بفيد التعليل، بمعنى كل يجري لبلوغ الأجل، أي كل يجري لهذه الغاية كما تقول: كلهم يجري لوصول الهدف ولبلوغه، وأما ما جاء بـ (إلى) فهو يفيد الانتهاء. جاء في (درة التنزيل): قوله تعالى: {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير} [لقمان: ٢٩].

وقال في سورة الزمر: {يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} [الزمر: ٥].

للسائل أن يسأل عن اختصاص ما في سورة لقمان، بقوله {كل يجري لأجل مسمى} وما سواه إنما هو {يجري لأجل مسمى}.


(١) انظر المغني ١/ ٢٠٨ - ٢٠٩، ٢١٣
(٢) المغنى ١/ ٢١٣
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>