للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المضاف، نحو (شهيد الدار) أي في الدار و {بل مكر الليل والنهار} [سبأ: ٣٣]، أي في الليل والنهار (١).

ولا تخرج الإضافة عن هذا عندهم.

وذهب بعض النحاة إلى أن الإضافة ليست على تقدير حرف اصلا، وإلا لزم أن غلام زيد يساوي غلام لزيد، وليس كذلك، فإن معنى المعرفة غير النكرة.

وأجيب بأن قولنا غلام لزيد، ليس تفسيرا مطابقا من كل وجه، بل لبيان الملك او الاختصاص فقط (٢).

والحق فيما نرى أن الإضافة تعبير آخر ليس على تقدير حرف، فقد يصح تقدير حرف في تعبير، وقد يمتنع تقدير أي حرف في تعبير آخر، وما صح تقديره بحرف لا يطابق معناه معنى المقدر. فهي أعم من أن تكون بمعنى حرف، ومما يدل على ذلك أمور، منها:

١ - امتناع إظهار أي حرف من هذه الحروف في قسم من التعبيرات، نحو: (جئت مع خالد) و {من لدن حكيم عليم} [النمل: ٦]، و {ولدينا مزيد} [ق: ٣٥]، و {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} [آل عمران: ٩٣]، و {من كل زوج كريم} [الشعراء: ٧]ـ و (عند خالد مال) و (خرج جميع القوم) و (يوم الأحد) و:

غير مأسوف على زمن ... ينقضي بالهم والحزن

ونحو ذلك كثير، مما يدل على أن الإضافة أوسع من أن تكون بمعنى حرف، وقد لاحظ النحاة ذلك، فحاولوا الخروج من هذا المأزق بقولهم: " ولا يلزم فيما هو بمعنى اللام أن يجوز التصريح بها بل يكفي إفادة الاختصاص الذي هو مدلول اللام، فقولك (طور سيناء) و (يوم الأحد) بمعنى اللام ولا يصح إظهار اللام في مثله (٣).


(١) انظر ابن عقيل ٢/ ٣، شرح الرضي ١/ ٢٩٨ - ٢٩٩
(٢) حاشية الخضري ٢/ ٣، وانظر الهمع ٢/ ٤٦
(٣) شرح الرضي على الكافية ١/ ٢٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>