للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - التوضيح: ومعنى التوضيح إزالة الإشتراك الحاصل في المعارف (١) وذلك نحو قولك: (مررت بمحمدٍ الخياط) فقد يكون اكثر من شخص مسمى بمحمد، فإن قلت الخياط أزلت الإشتراك وتعين المقصود، ونحو: إشتريت من الخباز الأعرج فقد يكون أكثر من خباز ويذكرك الأعرج أزلت الاشتراك فتعين المقصود.

٣ - الثناء والمدح، وذلك إذا كان الموصوف معلومًا عند المخاطب (٢). لا يحتاج إلى توضيح، وذلك كقوله تعال: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: ١]، فإنه ليس ثمة رب أسفل فتميزه منه بكلمة (الأعلى) فهو لا يحتاج إلى توضيح، وإنما ذكرت الصفة للثناء عليه وتعظيمه. ونحوه قوله تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة: ٩٦]، ونحو قولك: (جاء خالد القائد المظفر) ولست تقصد بذلك توضيحه وفصله من خالد آخر، وإنما تذكر ذلك للتعظيم والثناء.

وقد يكون المدح والثناء في النكرات، كما يكون في المعارف، وذلك نحو قوله تعالى: {إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين} [التكوير: ١٩ - ٢٠].

٤ - الذم والتحقير، وذلك إذا كان الموصوف معلومًا عند المخاطب، لا تقصد تمييزه من شخص آخر (٣).، نحو (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ونحو: (مررت بمسيلمة الكذاب)، ونحو (لا تسمع إلى سالم الخبيث اللئيم) لا تقصد بذلك تمييزه من شخص آخر مسمى بهذا الإسم، وإنما ذكرت هذه الصفات لذمة وتحقيره.

وقد يكون الذم والتحقير في النكرات أيضا، وذلك نحو قوله تعالى: {وما هو بقول شيطان رجيم} [التكوير: ٢٥]، إذ ليس ثمة شيطان غير رجيم ففصل الرجيم منه، ونحو (دونكم رجلا خائنا لئيما).


(١) شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٣١، شرح ابن يعيش ٣/ ٤٧، الهمع ٢/ ١١٦، التصريح ٢/ ١٠٨
(٢) شرح الرضي على الكافية ١/ ٣٣١
(٣) شرح الرضي ١/ ٣٣١، الهمع ٢/ ١١٦، شرح ابن يعيش ٣/ ٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>