للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - بدل بعض من كل نحو قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} [البقرة: ٢٥١]، وقوله: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: ٩٧]، فـ (من استطاع) هو بعض الناس ونحو (أعجبني خالد وجهه) و (أكلت الرغيف ثلثه).

٣ - بدل اشتمال: وهو ما دل على معنى في متبوعه وذلك نحو: (أعجبني خالد علمه) ونحو قوله تعالى: {يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه} [البقرة: ٢١٧]، وقوله: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} [مريم: ١٦]، فـ (إذ) بدل اشتمال من مريم، وقوله: {قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود} [البروج: ٤ - ٥] فـ (النار) بدل اشتمال من (الأخدود) لأن الأخدود أشتمل على النار.

ولابد في هذين البدلين أعني البدل الذي هو بعض، وبدل الاشتمال، من ضمير يربطهما بصاحبهما ظاهر أو مقدر، فالظاهر نحو قولك (أعجبني محمد علمه) والمقدر نحو (النار ذات الوقود) أي النار فيه (١).

ولا يشترط في البدل الواقع في الاستثناء ضمير، وذلك نحو (ما أقبل الرجال إلا خالد) وفائدة هذين البدلين هو الإيضاح بعد الإبهام.

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " والفائدة في بدل البعض والاشتمال البيان بعد الإجمال والتفسير بعد الإبهام لما فيه من التأثير في النفس. وذلك أن المتكلم يحقق بالثاني بعد التجوز والمسامحة بالأول تقول (أكلت الرغيف ثلثه) فتقصد بالرغيف ثلث الرغيف ثم تبين ذلك بقولك (ثلثه)، وكذا في بيان الاشتمال، فإن الأول فيه يجب أن يكون بحيث يجوز أن يطلق ويراد به الثاني نحو (أعجبني زيد علمه) و (سلب زيد ثوبه) فإنك قد تقول (أعجبني زيد) إذا أعجبك علمه و (سلب زيد) إذا سلب ثوبه على حذف المضاف ولا يجوز أن تقول: (ضربت زيدا) وقد ضربت غلامه (٢).


(١) انظر المغني ٢/ ٥٠٦، شرح الرضي ١/ ٣٧٤
(٢) شرح الرضي ١/ ٣٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>