للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدال على الحركة والتجدد، وجاء بـ (مخرج الميت من الحي) على الاسم لان الميت لا حركة فيه ولا تجدد فجاء اسم الفاعل الدال على الثبوت.

وقد تقول: ولم قال إذن في مكان آخر: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي} [آل عمران: ٢٧]، بصيغة الفعل فيهما؟

والجواب أن المقام يقتضي ذلك، وإليك الآية: {قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب} [آل عمران: ٢٦، ٢٧]، فإن المقام كله تغيير، وتبديل، وحركة، وتجدد من تغير الملوك، وإدالة الدول، وتعاقب الليل والنهار، وأمور الموت والحياة، وغيرها فالمقام كله حركة تغيير وتبديل بخلاف الآية الأولى، التي تبدأ بقوله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأني تؤفكون} [الأنعام: ٩٥].

فالمقامان مختلفان، فجاء في كل مقام بما يناسبه، والله أعلم.

[حذف أحد المتعاطفين]

قد يحذف أحد المتعاطفين للدلالة عليه، وذلك نحو قوله تعالى: {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} [البقرة: ٦٠]، أي فضرب فانفجرت (١) ..

فحذف المعطوف عليه لدلالة ما بعده عليه، فإنه لو لم يضرب لم تنفجر بالماءـ، ونحوه قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى} [البقرة: ٧٣]، أي فضربوه فأحياه الله كذلك يحيى الله الموتى، ونحوه قوله تعالى: {فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} [البقرة: ٢٤٣]، أي فماتوا ثم أحياهم، ومثله قوله: {فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرنامهم تدميرا} [الفرقان: ٣٧]، أي فذهبا فكذبوهما فدمرناهم.


(١) المغني ٢/ ٦٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>