للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهيهات هيهات من أن يسلم فما مسافة هذا القرب؟ والذي يحتاج إلى أن يأتي من وجه آخر هو الحسن لغيره، فكيف يكون أجمع وقد خرج منه الحسن لذاته أهم نوعي الحسنلا.

وألقى أبو الفتح تقي الدين محمد بن علي بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العبد (٦٢٥ - ٧٠٢ هـ)، نظرة فاحصة على هذه التعريفات الثلاثة (١) في كتابه "الاقتراح" (٢) فقال: "اللفظ الثاني الحسن"، وفي تحقيق معناه اضطراب فذكر تعريف الخطابي، ثم قال: وهذه عبارة ليس فيها كبير تلخيص، ولا هي - أيضًا - على صناعة الحدود والتعريفات.

فإن الصحيح - أيضًا - قد عرف مخرجه وأشتهر رجاله فيدخل الصحيح في حد الحسن ثم مضى في عرض وجهات نظره وأخذه ورده فناقش تعريف الترمذي وعرج على تعريف ابن الجوزي فنافشه وذكر تعريف ابن الصلاح، ثم قال: وهذا كلام فيه مباحثات ومناقشات على بعض الأفاظ، ثم أبدى وجهة نظره بما لا يتسع له المقام ولا يشفي الغليل في الوقت نفسه.

وقال أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري (٧٣٤ هـ)، متعقبا تعريفات الترمذي والخطابي وابن الجوزي.

وأما كلام الترمذي فقد اعترض عليه الإمام أبو عبد الله بن المواق بأنه لم يميز الصحيح من الحسن، فإنه ما من حديث صحيح إلا وشرطه: ألا يكون شاذا وألا يكون في رجاله متهم بالكذب وقد اعترض غيره بغير هذا الاعتراض.


(١) أي تعريف الترمذي والخطابي وابن الجوزي.
(٢) (٧ - ١١).