للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذلك قول الخطابي: ما عرف مخرجه إلى آخره يدخل تحته أيضًا: قسما الصحيح والحسن.

وأما الذى قال فيه ضعف يسير محتمل، فلم يبين مقدار الضعف ما هو؟ ولا أتى بما تبلغ درجته أن يعرض عليه فيه، وبالجملة فأجود هذه التعاريف للحسن ما قاله الترمذي وعليه من الاعتراض ما رأيت، وهو أبو عذرة هذا المنزع ولم يسبقه أحد إلى هذا المراد بالحسن، ولم يعد من بعده مراده (١)، واستمر في الشرح والبيان لما أشار إليه - رحمه الله -.

وقال الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (٦٧٣ - ٧٤٨ هـ): "الحسن: وفي تحرير معناه اضطراب"، وساق تعريفات الخطابي والترمذي وأبو الصلاح وأورد عليها اعتراضات ومؤاخذات، ثم قال: "وقد قلت لك إن الحسن ما قصر سنده قليلا عن رتبة الصحيح وسيظهر لك بأمثلة، ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدة تندرج كل الأحاديث الحسان فيها فأنا على إياس من ذلك، فكم من حديث تردد فيه الحفاظ هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح؟.

بل الحافظ الواحد يتغير اجتهاده في الحديث الواحد فيومًا يصفه بالصحة ويومًا يصفه بالحسن ولربما استضعفه.

وهذا حق، فإن الحديث الحسن يستضعفه الحافظ عن أن يرقيه إلى رتبة الصحيح، فبهذا الاعتبار فيه ضعف ما، إذ الحسن لا ينفك عن ضعف ما، ولو انفك لصح باتفاق" (٢).


(١) النفح الشذي: (١/ ٢٦٨ - ٢٧٨).
(٢) الموقظة ص (٢٦ - ٢٩).