للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المغيرة (١)، وغيرهم (٢).

أقول: ان اجتماع هَذِهِ الكثرة الكاثرة علَى خلاف حَدِيْث أبي قيس ريبةٌ قوية تجعل الناقد يجزم بخطأ أبي قيس؛ فعلى هَذَا فإن رِوَايَة أبي قيس معلولة بتفرده الشديد، قَالَ المباركفوري: "الناس كلهم رووا عن المغيرة بلفظ: (مسح علَى الخفين) وأبو قيس يخالفهم جميعًا" (٣).

وَقَدْ تكلف الشيخ أحمد شاكر فذكر إنهما واقعتان (٤)، وَهُوَ بعيد إِذْ إنهما لَوْ كانا واقعتين لرواه جمع عن المغيرة كَمَا روي عَنْهُ المسح علَى الخفين.

ومما يقوي الجزم بإعلال حَدِيْث أبي قيس بالتفرد أنه لَمْ يرد مرفوعًا بأحاديث توازي أحاديث المسح علَى الخفين، فسيأتي إنه لَمْ يرد إلا من حَدِيْث أبي موسى وثوبان وبلال، وفي كُلّ واحد مِنْهَا مقال، أما أحاديث المسح علَى


(١) وحديثه عِندَ: أحمد ٤/ ٢٥١، وأبي داود (١٦٥)، وابن ماجه (٥٥٠)، والترمذي (٩٧)، وفي العلل الكبير (٧٠)، وابن الجارود (٨٤)، وابن المنذر في الأوسط ١/ ٤٥٣ (٤٧٤)، والطبراني في الكبير ٢٠/ (٩٢٣) و (٩٣٩)، والدارقطنى ١/ ١٩٥، والبيهقي ١/ ٢٩٠، وابن عَبْد البر في التمهيد ١١/ ١٤٧ - ١٤٨، وفي هَذِه الرِّوَايَة أن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يمسح أعلى الخفين وأسفلهما. قَالَ الترمذي: "سألت محمدًا عن هَذَا الْحَدِيْث فَعَالَ: لا يصح هَذَا. روي عن ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، قَالَ: حُدثت عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلا وضعف هَذَا، وسألت أبا زرعة، فَقَالَ نحوًا مِمَّا قَالَ مُحَمَّد بن إسماعيل". انظر: العلل الكبير: ٥٦.
(٢) انظر: المجتبى ١/ ٦٣، والسنن الكبرى (١١١) كلاهما للنسائي، والمعجم الكبير، للطبراني ٢٠/ (٩٦٨)، والسنن الكبرى، للبيهقي ١/ ٢٩٠.
(٣) تحفة الأحوذي ١/ ٣٣١.
(٤) المسح علَى الجوربين: ١٠.