للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعَالَمين تقولُه العَرَبُ جميعاً بالياءِ على كُلِّ حال إلا قوْماً مِنْ بني كنانة ومِنْ بني أسد يقولون في الرَّفع بالواو، والنصبِ والجرِّ بالياء. وكذلك هؤلاء يقولون في "الذين" في الرفع: الّذون، وفي النَّصْبِ والخَفْضِ: الّذين، بالياء.

وقال الزجّاج: العالَمين: كُلُّ ما خَلَقَ اللهُ، كما قال تعالى: {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ}، وهو جَمْعُ عَالَم، تقولُ: هؤلاءِ عالَمٌ، وهؤلاءِ عالَمون، ورأيتُ عَالَمين، ولا واحِدَ لعَالَمٍ مِنْ لَفْظِه. وإنّ (عالَم) لأشياء مختلفة، وإنْ جُعِلَ (عالَم) لِواحدٍ منها صار جمعاً لأشياء مُتَّفِقة.

وقال ابنُ عباس: العَالَمين: كُلُّ شَيْءٍ فيه الرُّوح، وهو جميعُ العَالَم، وهو الخَلْقُ المَخْلُوق، وعنْ جماعةٍ من المفسرين وغيره كذلك.

قال النَّقَّاش: العالَمُ لا واحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ كالأنام والرَّهط والجِنْس، لا واحِدَ له مِنْ لَفْظِهِ.

العاقِلُ

فيه قَولان: قيل هو الجامعُ لأمرِهِ ورَأيِهِ، هو مأخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَقَلْتُ الفَرَسَ: إذا جَمَعْتَ قوائمه.

وقيل: الذي يحبسُ نَفْسَهُ ويَرُدُّها عَنْ هواها، أُخِذَ مِنْ قَولِهِمْ: قد اعْتُقِلَ لسانُ الرَّجُل: إذا حُبسَ ومُنعَ من الكلام.

والحِجْرُ: العَقْلُ، ومنه قوله تعالى {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}

أي: لذي عَقْلِ ولُبّ. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>