للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إِذا أسلكوهم في قُتائِدةٍ ... شَلًّا كما تَطرُدُ الجَمّالةُ الشُّرُدا

قال أبو سعيد: الجَمّالة أصحاب الِجمال. والضَّفّاطة: التي تَحِمل البَزّ والمتاع. يقال جاءت الضَّفّاطة. والرَّجّانة التي تَحمِل الزِّمْل (١) وهي مثلُها، والزَّوْمَلة: التي تحمِل المَتاع؛ وقال الأخطَل:

وداويّةٍ قَفْرِ كأنّ نَعامَها ... بأرجائها القُصوَى رَواجنُ هُمَّلُ

قال: تسمَّى الرُّفْقة رَجّانة إذا كانت تَحمِل المتاع. والزَّوْملة: الإبل التي تَحمِل المتاع؛ يقال: جاء فلان في زَوْملة إذا جاء في إبل تَحمِل المتاع. وقوله: رواجن هُمَّل، قال: هذه الإِبل تَحمل المتاع وقد جَرِبَتْ وطُلِيتْ بالقَطِران، فكأنّها نعام (٢)، وأنْشَدنا أبو سعيد:

* ورجّانة الشام التي نال حاتمُ *

قلت: فالدَّجّانة؟ قال: هي مثلُ الرَّجّانة أيضا. قال: وحاتمٌ هذا، حاتمُ بنُ النُّعمان الباهلي. والجَمّالة: أصحاب الِجمال. والحّمارة: أصحاب الحَمير. والسَّيّافة: أصحاب السيوف. وقوله:

* حتى إذا أسلَكوهمْ في قُتائدة *

قال: قُتائدة، ثَنِيّة، وكلّ ثَنِيّة قُتائدة. وقوله: شَلًّا، قال الأصمعيّ: ليس لها جواب (٣).

قال أبو سعيد: وسمعتُ خَلَفا الأحمرَ يُنشِد رَجَزا عن أبي الجودىّ:


(١) الزمل: الحمل بكسر الحاء.
(٢) مقتضى لفظ بيت الأخطل تشببه النعام بالدواجن لا تشبيه الدواجن بالنعام كما ذكره الشارح.
(٣) ليس لها جواب أي ليس لقوله "إذا" في البيت جواب. وفي خزانة الأدب ج ٣ ص ١٧٣ إن الجواب محذوف لتفخيم الأمر أي بلغوا أملهم أو أدركوا ما أحبوا أو نحو ذلك. قال: وهذا هو الصواب من أقوال ثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>